مجلة “ناشيونال جيوغرافيك العربية” هي مجلة معرفية شاملة، تصدر عن “شبكة أبوظبي للإعلام” بنسختها
العربية منذ أكتوبر 2010 بالشراكة مع المجلة العالمية “ناشيونال جيوغرافيك” التي تأسست في عام 1888.
كما أصدرت مجلة “ناشيونال جيوغرافيك العربية” التابعة لشبكة أبوظبي للإعلام، شركة خدمات الإعلام العامة
الرائدة في دولة الإمارات، عددها الجديد لشهر يونيو 2024، والذي يأخذ القراء في رحلة للتعرف على شعوب
العالم الأصلية في باقة من المواضيع الشيقة مثل “حماة المرجان” و”مروّضو النيران” و”مطاردو الحيتان” و”أهل
الكوفان”.
كما يسلط موضوع “حماة المرجان” الضوء على قبائل “الهاتوهوبي” الأصلية في أرخبيل “بالاو” بالمحيط الهادي
الذين وضعوا برنامجًا مبتكرًا رائدًا في مجال تدبير الموارد الطبيعية، إذ تشرف هذه القبائل بصفة مباشرة على
صون شِعاب “هوتساريهي” المرجانية الزاخرة، وتردع الصيادين غير القانونيين، وهم بذلك يحمون منظومة بيئية
بحرية حيوية، لأنفسهم وللأجيال القادمة من بعدهم.
مروّضو النيران: سكان أستراليا الأصليون وتقنياتهم الفريدة
كمايعرف موضوع “مروّضو النيران” القراء على السكان الأصليين في أستراليا الذين لديهم أسلوب فريد في صون
غاباتهم من خلال إضرام نيران صغيرة النطاق وخاضعة للسيطرة لكبح جماح النباتات الدخيلة وتجديد التربة، ومن
ثم إعادة الحياة لمنظومة بيئية بأكملها. ولكن وظائف تلك النيران الحميدة تتجاوز ما هو بيئي لدى هذه الشعوب،
إذ إن لهم فيها مآربا أخرى لا تقل نفعًا وأهمية.
وفي موضوع “مطاردو الحيتان” ينتقل العدد إلى غرينلاند في شمال “الدائرة القطبية الشمالية”، التي يعتمد
فيها شعب “الإنوغويت” الأصلي منذ زمن بعيد على حيتان كركدن البحر، حيث راكموا خبرات وتجارب كبيرة في
صيد هذه الحيتان الصغيرة وفي طرائق عيشها وأنماط سلوكها. لكن معارفهم الواسعة تلك لا تحظى بما يكفي
من الترحيب والاهتمام من قِبَل العلماء، مما يمكن أن يهدد حوتَهم ومن ثم قوْتهم.
في حين يروي موضوع “أهل الكوفان” قصة عشائرُ شعب أصلي في الإكوادور وكولومبيا، والتي رأت أراضي
أجدادهم وخيراتها الطبيعية تتعرض للنهب والاستنزاف، حيث تآلفت قلوبهم وتعاضدت سواعدهم لردع هؤلاء
الدُّخلاء والخارجين عن القانون، مثل قُطّاع الأشجار وعُمال المناجم ومهرّبي المخدرات، أما وسيلتهم في ذلك
فهي كتائب حراس غابات أشاوس يقدّسون عملهم.
كما يُفيد البنك الدولي أن 80 بالمئة من التنوع الحيوي للأرض مَحميةٌ من طرف السكان الأصليين؛ وهم بذلك
يؤكدون على أن إشراف أهل الطبيعة على شؤون الطبيعة هو الضامن لمستقبل كوكب سليم مستدام.