اختتام جلسات مؤتمر الفنون الرقمية في المملكة على هامش “بينالي” الدرعية للفن المعاصر
خصصت اليوم الأخير للحديث عن مستقبل الـ(NFT) في العالم وتأثيرات العملات الرقمية، حيث استهلت رئيسة
الجلسة مي وأحد مؤسسي شركة Aorist الديب بابلو رودريجيز فرايل بتقديم الشكر لوزارة الثقافة ممثلة بهيئة الفنون البصرية بالشراكة على تنظيم هذا المؤتمر المميز.
كما اختتمت جلسات مؤتمر الفنون الرقمية في المملكة أمس، والذي تنظمه هيئة الفنون البصرية بالشراكة مع دار
سوذبيز للمزادات، والمقام على هامش “بينالي” الدرعية للفن المعاصر في حي جاكس بالرياض، وذلك بحضور
فنانين وهواة جمع الأعمال الفنية.
كما كشف فرايل بأن نشأته في عائلة مهتمة بالفنون والثقافة جعل الشغف بهذه المجالات يتحول إلى احتراف في مجال عمله، مؤكداً دعمه المستمر للفنانين الداخلين في العالم الرقمي،
كما أضاف:” لم أندم على دخولي لمجال (NFT) بل إنني ومن خلال شراكاتي المستمرة حققت الأرباح مع من
أعمل معهم، كما تمكنا من اقتناء العديد من الأعمال الفنية المميزة”.
كما شدد على أن اهتمام المتاحف التقليدية الشهيرة مع الـ (NFT) من خلال عرضها وتسويقها،
سيزيد من تفاعل الكثير من الناس معها، مشيراً إلى أن الأعمال الفنية التقليدية أصبحت بشكل أو بآخر تشكل توأمة
مع الفنون الرقمية، ويتوقع اندماجهما بشكل كامل قريباً على حد قوله.
وضرب فايل مثالاً على اقتران العالم الفني التقليدي بالرقمي بقوله:”
في إحدى زياراتي السابقة وجدنا فناناً قام برسم تصميم لساعته وعرضها في أحد المنصات الرقمية، قبل أن يقوم
بتصنيعها في المعرض، فتمكن من بيع التصميم والساعة في آن واحد. علينا أن نعي حقيقة أن (NFT) أصبحت
وسيلة لإثبات حقيقة الأعمال المصنعة”.
كما أوضحت فنانة الوسائط الرقمية المتعددة آن سبالتر, أن الفنان يستطيع وضع أعماله في مزاد على المنصات
الأسواق الرقمية، ويحدد بعد ذلك من يستطيع شراءها منه بكل سهولة، كما يمكن له أن يرفض بيعها وتكون للعرض فقط.
كما تابعت:” هناك امتياز يحصل عليه الفنان حينما يبيع أحد أعماله الرقمية حيث يحصل على نسبة تبلغ 10% من
قيمة تكرار بيع عمله في الأسواق والمنصات الرقمية من شخص إلى آخر بعد بيعها أول مرة من قبله شخصياً، ولا
ننسى بأن هناك من يرفض بيع أعماله بل يتيحها للعرض فقط، حيث يعتبرها جزءًا لا يتجزأ من شؤون حياته الخاصة التي يرفض أن يشاركه فيها أحد”.
فيما بيّن المدير الإداري لشركة سوذييز في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا سيباستيان فاهي أن الـ (NFT) ليس
بالأمر الجديد بل إنها قد نشأت في عام 2014 م، إلا أن العامين الأخيرين قد شهدا نمواً هائلاً في عالمها، من خلال
ارتفاع أعداد الفنانين وهواة جمع الأعمال الفنية الرقمية، مشيرًا إلى أن مقتني أعمال الفن الرقمي يعيشون في
مرحلة عمرية أصغر ب(10) سنوات من محبي الفن التقليدي بحسب ما شاهده خلال تجربته الحالية.
كما تابع:” في عالم الفن الرقمي نستطيع التأكيد على أن وجود نسب عالية من الأمان حيث يمكَن الفنان من
الإشراف المباشر على تعاملاته الرقمية من بيع أو جمع أعمال فنية، وحتى شراءها، على عكس ما يحدث في الفن
التقليدي الذي يتواجد به السماسرة بكثرة”.
ويرى أن إقامة مثل الفعاليات والمؤتمرات تعد وسيلة لتعلم الـ(NFT)، مبيناً بأن هناك طرق أخرى للتعلم منها التعليم
الذاتي من خلال حضور الشخص لورش العمل التقليدية أو الافتراضية.
من جانبه، شارك مؤسس ومدير مركز التسامي سابقاً والمشرف على مركز المدينة للفنون في مؤتمر الفنون الرقمية الفنان راشد الشعشعي بقوله:”
أعتقد أن القيمة المعنوية التي يحققها الفنان في العالم الرقمي تفوق أهدافه لتحقيق مكاسب مالية،
وأنا متفائل بشكل كبير بأن هناك جيل قادم قادر على إثراء هذا العالم بأفكار إبداعية مميزة تغطي
على ما نشاهده في الفنون التقليدية المعاصرة”.
كما أضاف:” نعيش في عصر زاهر بالمملكة من خلال التفاعل مع التطورات العلمية في العالم أجمع، حيث أن تنظيم
هيئة الفنون البصرية لهذا المؤتمر المميز، يعد دليلاً على أن الأوضاع تغيرت بشكل متسارع للأفضل، وسيصبح نور
عالم الفنون الرقمية يشع بشكل جميع في المستقبل القريب”.
الجدير ذكره، أن المؤتمر قد شهد طيلة مدة إقامته التي استمرت ثلاثة أيام متواصلة حضوراً كبيراً من المهتمين
بأعمال الفنون الرقمية من الهواة والمتخصصين، فضلاً عن أصحاب المؤسسات والشركات، حيث يعد هذا الحدث الأول
من نوعه الذي تستضيفه المملكة بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والذي يعكس حجم الاهتمام
المتزايد بهذا المجال التقني الفني الحديث.