بقلم ناجي حداد، نائب الرئيس في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى دليفركت وفي الوقت الراهن، يستمر ظهور المطاعم الجديدة والمطابخ السحابية والعلامات التجارية الافتراضية في كل مكان، مما يجعل القطاع أكثر
تنافسية من أي وقت مضى، وبالتالي فإن توظيف التقنيات المناسبة هو السبيل الأمثل لتقليل الهدر المالي ورفع
الكفاءة المالية خلال السنوات القادمة. وفي هذا الخصوص، يمكن التطرّق إلى أربع جوانب مهمة لتحقيق الكفاءة المالية للمطاعم.
في ظل المنافسة القوية التي تسود مختلف الأسواق في الوقت الحالي، يعد تبني أحدث التنقيات المتاحة أمراً
مهماً للغاية لضمان النمو المستمر للمطاعم، إذ تعمل التقنيات والحلول الحديثة على تغيير كافة جوانب أعمال
المطاعم. وإن التنوع الكبير في هذه التقنيات من أتمتمة المهام باستخدام الروبوتات إلى استخدام البرامج
الخاصة بإدارة المخزون وخدمة العملاء، يساعد المطاعم بشكل لافت على تمكين عملياتها التشغيلية بما يضمن
زيادة الكفاءة والربحية، وبالتالي تغيير ملامح القطاع بأكمله.
التكامل التقني في الحلول الشاملة
على الرغم من الأهمية البالغة للتكامل التقني، إلا أنه لا ينبغي أن يُثقل كاهل المطاعم بتكاليف باهظة أو
تعقيدات مفرطة لتحقيقه، إذ ترتكب العديد من المطاعم أخطاءً مُكلفة عند شرائها لبرامج وأجهزة الجديدة دون أن
تقوم قبل ذلك بتحليل احتياجاتها وأهدافها ومجالات تركيزها.
فعلى سبيل المثال، إن أي مطعم يركز على تحقيق النمو سيهتم بشكل كبير بتكامل التقنيات واستخدام الحلول
التي تساعده في تجميع الطلبات عبر الإنترنت وإدارة القوائم وتتبع البيانات وتقليل العمليات عبر نظام نقاط البيع
الخاص به. ويؤدي ذلك إلى تبسيط سير العمل وتوفير رؤية شمولية وموحدة لجميع الطلبات الواردة،
وخاصة للمطاعم التي تمتلك قنوات بيع متعددة. لذلك، يجب على المطاعم أن تحرص دوماً على أن تكون
العمليات التقنية سلسلة تستخدم عدداً قليلاً من الأدوات الفعالة التي تساعد على تحسين الكفاءة المالية للعمليات.
حماية الإيرادات – الحد من حالات الطلبات الخاطئة
يعد تقليل حالات إخفاق الطلبات من الجوانب الحاسمة لزيادة الكفاءة المالية للمطاعم،
والذي لا يقتصر على تحسين الإيرادات فحسب، بل يؤثر أيضاً على رضا العملاء وولائهم. ولهذا فإن وجود حل يدمج
كافة جوانب العمليات بسلاسة، بدءًا من أنظمة الطلب عبر الإنترنت وحتى أجهزة المطبخ، يساعد في تقليل
الأخطاء وضمان تلبية الطلبات بدقة وفي الوقت المحدد.
ومن خلال الاستفادة من التقنيات لتبسيط معالجة الطلبات، ومراقبة المخزون، وتقليل الأخطاء اليدوية،
يمكن للمطاعم حماية إيراداتها عبر تجنب الأخطاء المكلفة التي تؤدي إلى عدم رضا العملاء وضياع فرص
المبيعات. كما أن استخدام التحليلات التنبؤية وخوارزميات التعلّم الآلي قد تسهم في تعزيز دقة الطلبات وتقليل
مخاطر ارتكاب الأخطاء، وبالتالي حماية الإيرادات وتعزيز تجربة العملاء بشكل أفضل.
التتبع المالي: عامل أساسي للنجاح
إن الإدارة المالية الفعالة تعتبر عنصراً أساسياً لنجاح المطاعم، والتي تتطلب إلى جانب تتبع الإيرادات والمبيعات،
إدارة دقيقة للنفقات وتحليلاً لكافة الجوانب المالية على مدار العام. وتعد المراقبة المالية والتحليل الدقيق من
الركائز الأساسية لاتخاذ القرارات القائمة على البيانات في هذا القطاع، الأمر الذي يمنح المطاعم الأفضلية
التنافسية.
كما تبدأ الإدارة المالية الفعالة من اختيار برامج المحاسبة المناسبة، والتي تزود إدارة المطعم برؤية شاملة
للحسابات المدينة والدائنة إلى جانب عرض التقارير التفصيلية. كما ينبغي أن توفر هذه البرامج المعتمدة لمحات
شاملة عن كافة الحسابات وتقارير دقيقة ومفصلة ضمن كافة المستويات لتحديد اتجاهات التدفق النقدي
الموسمية والسنوية.
استخدام التقنية لتحسين تكلفة الأيدي العاملة
إن ارتفاع التكاليف في شتى جوانب عمليات المطاعم، من الخدمات اللوجستية والمواد الغذائية والتعبئة والتغليف
والمعدات، وصولاً إلى الامتثال الوظيفي والأيدي العاملة والتدريب والاحتفاظ بالمواهب، يدفع أصحاب المطاعم
للبحث عن وسائل جديدة لخفض نفقاتهم.
وفي هذا الخصوص، تعد أتمتة المهام أمراً أساسياً لتحسين تكاليف الأيدي العاملة في المطاعم،
حيث أن أتمتة المهام المتكررة مثل معالجة الطلبات وإدارة المخزون وإعداد التقارير، تتيح للموظفين التركيز على
الأنشطة ذات القيمة الأعلى، مثل خدمة العملاء وابتكار قوائم الطعام والتخطيط الاستراتيجي.
كما يمكن أن تساعد أدوات الجدولة الآلية في تحسين توزيع الأيدي العاملة بناءً على أنماط الحاجة والطلب،
مما يضمن مستويات التوظيف الكافية دون بذل عمل إضافي غير ضروري، أو التعرض لحالات نقص الموظفين.
ولا يقتصر الأمر هنا على تحسين الكفاءة التشغيلية وحسب، بل يعزز أيضاً رضا الموظفين ويقلّل معدلات الدوران الوظيفي.
ومن شأن الاستثمار في تدريب الموظفين على استخدام هذه الأدوات الآلية بشكل فعال أن يزيد من تأثيرها
الإيجابي على تحسين تكلفة الأيدي العاملة والأداء العام لأعمال المطعم.
وفي الختام، وعلى الرغم من أن قطاع المطاعم أصبح أكثر تنافسية من أي وقت مضى،
ولكن هذا لا يعني أن الشركات الصغيرة أو العلامات التجارية الناشئة لا تملك الفرصة لتحقيق النجاح والاستقرار
على المدى الطويل، إذ يمكن للمطاعم على اختلاف أحجامها أن تنمو وتحقق الأفضلية التنافسية في عام 2024
وما بعده عبر استخدام التقنيات المناسبة من أجل زيادة الكفاءة التشغيلية وخفض التكلفة وتحقيق النمو الاستراتيجي.