طرحت المنظمة العربية للتنمية الإدارية تحديات التوظيف على أساس المهارات وليس الشهادة الجامعية,
بدأت اليوم بمقرها في القاهرة عبر الندوة الافتراضية تحت عنوان “التوظيف على أساس المهارات
وليس الشهادة الجامعية” الافتتاح
ويعد الهدف من الندوة تشجيع أصحاب العمل لمراجعة ممارسات التوظيف لديهم، والتفكير النقدي في
كيفية دعم المبادرات الخاصة من أجل تنويع وتعزيز فاعلية القوى العاملة وقدراتها الأدائية.
وقد افتتح الندوة الدكتور ناصر الهتلان القحطاني مدير عام المنظمة وجيث قال يجب أن يتم تحديث
أساليب التوظيف الحكومي، واعتماد مرشحين يتمتعون بالمعرفة ذات الصلة بميادين توظيفهم تعززها
الخبرة والكفاءة، بدلاً من مجرد التوظيف بناء على الشهادة الجامعية. ما تقدم لا يعني أن مثل هذا
الخيار يتضمن إلغاء شروط الحصول على الدرجة العلمية من أجل التوظيف، بل التشجيع على إعطاء
الأولوية لمهارات الوظيفة وجعل الدرجة العلمية أو الشهادة أهمية أقل عند الالتحاق بالوظيفة وبما
يقود لتوسيع فرص المهارات في تركيبة القوى العاملة ويحسنها،
ويجعل منها أكثر شمولاً وهذا ما سيوفر المزيد من الفرص الابداعية والابتكارية في مواجهة متطلبات
الاعمال. وعليه فلابد من إحداث تغيير جوهري في سياسات تخطيط القوى العاملة وإعادة وضع
استراتيجية توظيف مختلفة كلياً في فلسفتها وأسسها.
وتحدث في الندوة معالي المهندس/ هاني محمود، وزير التنمية الإدارية الأسبق، مستشار رئيس
الوزراء للإصلاح الإداري حاليا -جمهورية مصر العربية، عن نموذج الإدارة المبنية على الجدارات
وأشار هاني محمود إلى أنه يمكن تعريف الجدارة بأنه استخدام المهارة لتحقيق نتائج على أرض الوقائع
ويمكن قياس تلك النتائج، وأضاف لم يعد التوظيف المبني على مطابقة الكلية للوظيفة وتقديرك العام
هو المطلوب الآن بل المطلوب هو ان يكون شاغل الوظيفة قادر على إتمام المهام الموكلة إليه
وبنجاح،
وأوضح هاني محمود انه عند اختيار الموظفين الذين سينتقلون إلى العمل في العاصمة الإدارية تم
استخدام برنامج كمبيوتر لتقييم هؤلاء الموظفين وان هذا البرنامج كان يطلب السن والدرجة الوظيفية
والوظيفة التي سيشغلها في المستقبل، فمن المهم التركيز على تطوير المهارات التي يملكها
الموظف ويمارسها بنجاح وليس كل المهارات التي يملكها وأن يكون هذا التطوير متناسب مع سنه
أيضا.
وأوضح محمود أن نموذج الإدارة المبنية على الجدارات ينقسم إلى ثلاثة أنواع من الجدارات وهي
الجدارات الشخصية أي المهرات الشخصية التي يملكها الفرد من القدرة على التواصل والاستماع
والتسويق، والجدارات التخصصية أي المرتبطة بهذه الوظيفة والمعارف التي من الضروري أن يمتلكها
شاغل هذه الوظيفة، والجدارات السلوكية وهي هامة جدا فقد يملك الفرد المهارات الشخصية
المناسبة والمهارات التخصصية لكنه لا يملك المهارات السلوكية المناسبة بمعنى أن سلوكه لا
يتناسب مع سياسة هذه المؤسسة ولكن يتناسب مع مؤسسة أخرى مثل لاعبي الكرة فقد نجد أن
أحدهم يفشل في أحد الأندية لكنه ينجح في نادي آخر. واكد مستشار رئيس الوزراء أن إدارة النتائج
تعتمد على المهرات ومدى ما حققه الموظف من أهداف وحتى المكافآت تعتمد على إنجازاته ولفت
إلى أنه من الضروري تجهيز وإعداد قيادات الصف الأول وتأهيلهم لتولي المنصب بناء على مهارتهم
وليس الأقدمية فلم يعد أحد في العالم يوظف أو يرقي أي موظف بناء على الأقدمية ولكن الأكثر
صلاحية وكفاءة لتولي المنصب.
وأكد رئيس ديوان الموظفين العام في فلسطين السيد/ موسى أبو زيد – رئيس ديوان الموظفين
العام – دولة فلسطين، انه لا يمكن إنكار دور الشهادة في التوظيف وأهميته لكن من الضروري تحقيق
توازن بين الشهادة والمهارة وصقل الموهبة بالمعرفة ومن المهم ان تتمتع الدول بالبنى التحتية
والتشريعية الكافية قبل اعتماد نموذج التوظيف على أساس المهارة .
و قدم الشيخ/ خلفان بن ناصر الوهيبي، مدير عام المراجعة والمتابعة الإدارية – المكلف بأعمال وكيل
الوزارة لشؤون الخدمة المدنية في سلطنة عمان وزارة الخدمة المدنية لسلطنة عمان , عرضا أوضح
فيه أن الجامعة كانت ولا تزال في منظور الجميع تعتبر المرحلة الأساسية لإثبات ذكاء الفرد وقدرته
على النجاح في سوق العمل. لكن في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية لم يعد مقياس النجاح
واحدا. وعلى سبيل المثال ترامب أصدر برتوكولا جديدا للتوظيف الحكومي ,
وأكد الوهيبي على أهمية المهارات قبل الشهادة. والتركيز على المهارات بدل الشهادات الجامعية
في اختيار الموظفين الفيدراليين و وضع استراتيجية توظيف لمرشحين يتمتعون بالكفاءة والمعرفة
ذات الصلة، لا يمكن إلغاء الدرجة العلمية ، ولكن إعطاء الأولوية للمهارات مثلا IBMتعتمد على تعيين
( 15 % ) من مواردها البشرية على أساس المهارة والدرجة العلمية ، ولكن اعطاء الأولوية للمهارات .
وأضاف الشيخ خلفان الوهيبي ان السلطنة لها عدة تجارب في التوظيف على أساس المهارات وليس
الشهادات الجامعية – منها مؤسسات الدعم الحكومي ( ريادة ، صندوق الرفد ) : وتدعم قدرات
ومهارات دخول الشباب العماني للعمل الحر وتطوير قدراته من أجل تحقيق النمو المستدام للاقتصاد
الوطني ، وتقديم التمويل لضمان استمرارية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يمتلكها ويديرها
عمانيين . وهناك مركز التوجيه الوظيفي ( الجامعات والكليات ) : يقوم المركز بتقديم جملة من
الخدمات للطلاب وأرباب الأعمال لتدعيم العلاقة بين جامعة السلطان قابوس وقطاعات الأعمال
المختلفة ،
كما يقوم المركز بمساعدة طلاب الجامعة على اختيار وتخطيط مسارتهم المهنية والتعريف بسبل
التحضير والاستعداد للترشيح وشغل الوظائف وصندوق لتدريب الوطني : ومهمته تحديد أولويات
التدريب واحتياجات سوق العمل وأشار إلى انه يوجد معوقات ومشكلات ومعوقات للتوظيف على
أساس المهارات في الوظيفة العامة ومنها عدم وجود حصر للمهارات المطلوبة لشغل مختلف الوظائف
بسوق العمل . وعدم وجود تصنيف للمهارات والوظائف المناسبة والامتيازات المناسبة. وعدم شمول
نظام التعليم والتدريب