تستمر السعودية في سباقها نحو المستقبل، مستضيفة أول نسخة من كأس العالم في الرياضات الإلكترونية في الرياض.
هذا الحدث الفريد الذي خصصت له جوائز بقيمة 60 مليون دولار أمريكي، اجتذب أكثر من 2500 لاعب، مع توقع حضور مليوني زائر.
كما يأتي هذا ضمن رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تطوير الجوانب الرقمية والترفيهية والرياضية،
بالإضافة إلى تسهيل دخول عشاق الرياضات الإلكترونية عبر الحصول على تأشيرة زيارة للمملكة بمجرد شراء تذكرة الحدث.
السعودية تقود قفزة نوعية في استضافة الأحداث الرياضية العالمية
تواصل المملكة العربية السعودية تأكيد ريادتها في تنظيم واستضافة أبرز الفعاليات العالمية،
محققة نجاحات متتالية على جميع الأصعدة، خصوصًا في المجال الرياضي.
بعد فوزها بتنظيم إكسبو 2030 وكأس العالم 2034 وكأس آسيا 2027، واستضافتها لكأس العالم للأندية 2023 ورالي داكار لمدة عشر سنوات،
كما تواصل المملكة تصدر المشهد العالمي عبر استضافتها لأحداث رياضية عالمية لاقت إشادة كبيرة من حيث التنظيم والاحترافية.
إعلان عن استضافة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية
لم تكتفِ المملكة بالنجاحات المحققة، بل أعلنت عن تنظيم واستضافة أول نسخة للألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية في عام 2025،
مما يعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة في هذا المجال، ويضع أسسًا قوية لعصر جديد من الرياضات الإلكترونية.
دور الرياضات الإلكترونية في تحقيق رؤية 2030
كما أكد تركي الفوزان، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية،
أن بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية تعد جزءًا من الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية،
التي تهدف إلى تعزيز الابتكار وبناء القدرات التنافسية، إضافة إلى تنويع الاقتصاد والسياحة، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
الرياضات الإلكترونية كمحرك لتحسين جودة الحياة
كما أشار خالد البكر، الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة، إلى أهمية قطاع الألعاب الإلكترونية في تحسين جودة حياة سكان المملكة
وتمكين الشباب المهتمين بهذا المجال. وأكد أن تنمية هذا القطاع يعد أحد أهم مستهدفات رؤية 2030،
حيث تسعى المملكة إلى أن تكون المركز العالمي الأول للألعاب والرياضات الإلكترونية.
احتفاء عالمي بالرياضات الإلكترونية في الرياض
كما اعتبر رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية،
أن هذه البطولة هي احتفال استثنائي يوحّد المجتمع الدولي عبر الرياضات الإلكترونية.
كما أضاف أن البطولة تمثل قفزة نوعية في تطوير هذا القطاع واستدامته،
معربًا عن فخره بفتح آفاق جديدة لهذه الرياضة ورؤية نخبة الأندية والرياضيين يتنافسون على ألقاب وجوائز كبرى.
البطولة العالمية الأولى من نوعها
وحول هذه البطولة العالمية الأولى من نوعها على صعيد رياضات الألعاب الإلكترونية،
أكد الرئيس التنفيذي للرياضات الإلكترونية في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية فيصل بن حمران،
أن المملكة أثبتت بأنها في صدارة المشهد العالمي للرياضات والألعاب الالكترونية
من خلال استضافة النسخة الأولى للحدث الأكبر في تاريخ القطاع “كأس العالم لرياضات الألعاب الالكترونية”،
كما لفت الانتباه إلى التميز والإبهار اللذين شهدهما الأسبوع الافتتاحي للبطولة، حيث تجاوز كل التوقعات،
وحظي الحدث بردود فعل إيجابية من عشاق الألعاب والرياضات الالكترونية،
سواء من الحاضرين في SEF أرينا التي تحتضن الحدث، أو المتابعين خلف الشاشات،
وقال: “لطالما حلم عشاق الرياضات الالكترونية حول العالم بمشاهدة أفضل الأندية واللاعبين يتنافسون في أشهر الألعاب،
ونجح كأس العالم للرياضات الإلكترونية في تحقيق هذا الحلم على أرض المملكة”.
أكثر من 2500 لاعب سيتنافسون على مدى 8 أسابيع
كل ذلك دفع جموع من المهرة والمحترفين السعوديين وغير السعوديين للحرص على المشاركة في هذا الحدث
الذي بدأ في اليوم الثاني من الشهر الحلي 2024م، والبالغ عددهم أكثر من 2500 لاعب،
سيتنافسون على مدى 8 أسابيع للظفر بجوائر تبلغ قيمتها 60 مليون دولار،
إلى جانب فعاليات عديدة مختلفة ثقافية وترفيهية وفنية ورياضية تنتظر جماهير هذا الحدث العالمي،
الذي بات الراغبين في حضوره الحصول على تذاكر تمكنهم من الاستمتاع ومشاهدة مجرياته وما يصاحبه من فعاليات.
كما أن هؤلاء اللاعبون الذين حرصوا على المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية العالمية،
اتفقوا على أنهم حظوا باستثنائية دون غيرهم، إذ سيدونون أسماءهم في سجلات تاريخ هذه الحدث في نسخته الأولى،
لاسيما في المملكة العربية السعودية التي باتت محوراً عالمياً ومسرحاً رئيساً لمنافسات رياضات الألعاب الالكترونية،
والبداية الفعلية للاعبين المحترفين في هذا النوع من الرياضات،
استناداً لردود الأفعال التي لمسوها من صنّاع وجماهير رياضات الألعاب الالكترونية وخبرائها والمستثمرين فيها حول العالم.
اللاعب السعودي إبراهيم العلي “Quartz”
من جهته عدّ اللاعب السعودي إبراهيم العلي “Quartz” المحترف في لعبة Overwatch 2 ويلعب للفريق السعودي Twisted Minds، مشاركته في كأس العالم للرياضات الالكترونية بمثابة الحلم الذي تحقق، كونه جزءاً من الحدث ولحظة مميزة على الصعيد الشخصي، وشرف كبير بتمثيله وفريقه للوطن في هذه الكأس العالمية، بوصف ذلك لحظة مهمة في مسيرته المهنية كلاعب محترف، منوهاً بفخره الكبير باستضافة المملكة لأكبر حدث في تاريخ الألعاب والرياضات الالكترونية، لاسيما وأنها تظاهرة رياضية عالمية ستشهد مشاركة أفضل لاعبي العالم في المنافسات، مما سيجعل جميع المواجهات صعبة.
اللاعب السعودي رائف التركستاني
وعلى غرار اللاعب العلي علَّق اللاعب السعودي رائف التركستاني، محترف لعبة Tekken 8 وممثل فريق Dragons باسم Luminous Rage على مشاعره المختلطة جراء مشاركته في الحدث، وحجم الحماس الذي يعيشه لخوضه غمار منافسة عالمية بهذا الحجم، وزاد تلك المشاعر لديه احتضان المملكة لهذه التظاهرة العالمية، وقال: “حلمت طوال عمري بهذه اللحظة وسأفعل ما بوسعي للظفر بالبطولة أنا وفريقي، خصوصاً في ظل الدعم الذي نحظى به جميعاً كلاعبين سعوديين من الاتحاد السعودي للرياضات الالكترونية”، عاداً ذلك الدعم أحد أهم المحفزات لتقديم أداء فني عالٍ، والارتقاء إلى مستويات أفضل باستمرار، مؤكداً جاهزيته وفريقه لإظهار إمكانياتهم كسعوديين بما يعكس أفضل صورة للاعب السعودي أمام العالم.
اللاعب الكوري الجنوبي “لي سانج هيوك” المعروف باسم “Faker”
اللاعب الأهم في فريق T1 الكوري الجنوبي الذي يضم مجموعة من نخبة نجوم الألعاب الالكتورنية، “لي سانج هيوك” المعروف باسم “Faker” أحد أبرز اللاعبين المحترفين في عالم الرياضات الالكترونية، إذ جرى إدراج اسمه مؤخرًا في قاعة مشاهير الرياضات الالكترونية في لعبة League of Legends، والذي فاز بأربع بطولات عالمية، ولديه 10 ألقاب مشتركة في الدوري الكوري الجنوبي وأبطال كوريا، وشارك في عدة بطولات لأكثر من 12 عامًا، وقادته مهارته الفردية وقيادته فرقه إلى الظفر ببطولة قبيل أيام في هذا الحدث الأهم الذي تستظيفه حالياً العاصمة الرياض، أبدى سعادة كبيرة بالدعم الذي حظي به وفريقه من الجمهور السعودي الحاضر بكثافة لفعاليات البطولة، مؤكداً أن الرياض باتت واحدة من أبرز وأهم عواصم العالم في احتضان بطولات عالمية مهمة في رياضة الألعاب الالكترونية، إلى جانب المكانة التي أصبحت تحلتها داخل قلبه، نظير الذكريات التي يحملها وفريقه خلال مشاركاتهم في البطولة، والإنجاز الذي استطاعوا تحقيقه خلال هذه المشاركة.
ردود الأفعال الإيجابية الداعمة لخطوات المملكة الجادة في تنمية هذا القطاع محلياً وعالمياً تؤكد أن المملكة استطاعت وقبل الجميع قراءة مدى قدرة صناعة الرياضات الالكترونية أو “ألعاب الفيديو التنافسية”، على أن تكون واحدةً من أبرز وأهم الصناعات في عصرنا الحالي، عطفاً على الشعبية الجارفة لهذه الرياضات، واتساع نمو مستخدميها من الأطفال والبالغين، مما أسهم في دخول العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى، ومطوري الألعاب ومؤسسات الرياضية الالكترونية للاستثمار في هذه الصناعة، إلى جانب الاهتمام الدولي بها من خلال تنظيم العديد من البطولات الضخمة التي تقام في جميع أنحاء العالم.
الرياضات الإلكترونية ثالث رياضة شعبيةً من حيث عدد المشاهدات
وتتمتع الرياضات الالكترونية أيضًا بجمهور عالمي هائل، لتتجاوز أرقام مشاهدات بطولاتها العديد من الرياضات التقليدية، كما تعد الرياضات الالكترونية ثالث رياضة شعبيةً من حيث عدد المشاهدات، ويتم بث بطولات ودوريات الرياضات الالكترونية بانتظام على التلفزيون ومنصات البث المباشر للألعاب الشهيرة، وتقدم أكبر أحداث الرياضات الالكترونية جوائز بملايين الدولارات، ويشهدها ملايين المعجبين حول العالم.
وجذبت بطولات الرياضات الإلكترونية واسعة النطاق، الآلاف من المشاركين والمتفرجين وملايين المشاهدين عبر الإنترنت، نظراً لإمكانية إقامتها بشكلٍ افتراضي أو شخصي، مما أدى إلى استثمار المذيعين ومنصات البث بشكل كبير في صناعات الرياضات الإلكترونية، مع قنوات ومنصات مخصصة تقدم تغطية حية للبطولات والمباريات.
استثمارات كبيرة من الرعاة والمعلنين
وشهدت صناعة الرياضات الإلكترونية أيضًا استثمارات كبيرة من الرعاة والمعلنين، حيث دفعت العلامات التجارية من خلال استفادتها من الجمهور المتزايد والتفاعل مع المستهلكين الأصغر سنًا، للدخول في هذا الاستثمار الذي أسهم في دعم نمو الصناعة.
وأدّت شعبية صناعة الرياضات الإلكترونية إلى قيام العديد من العلامات التجارية الكبرى برعاية الفرق أو الأحداث، ودخلت المنظمات الرياضية الكبرى مثل NBA و NFL و Formula 1 كذلك مشهد الرياضات الإلكترونية، وبدأت في رعاية الفرق والبطولات لزيادة وصولها إلى الجماهير الأصغر سنًا.
واكتسبت الرياضات الالكترونية أيضًا اعترافًا من المنظمات الرياضية التقليدية، حيث استثمر الكثيرون أو أنشأوا فرق الرياضات الالكترونية الخاصة بهم، على سبيل المثال، لدى الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية، دوري الرياضات الالكترونية الخاص بها يسمى “NBA 2K League”، مما أسهم في ازدياد شعبية بطولات الرياضات الالكترونية، إلى جانب اهتمام اللجنة الأولمبية الدولية مؤخرًا لبحث إمكانية إدراج الرياضات الالكترونية ضمن الألعاب الأولمبية.
وغالبًا ما تتميز بطولات ومسابقات الرياضات الالكترونية بألعاب فيديو شهيرة مثل ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول، وأجهزة المحاكاة الرياضية، والألعاب الاستراتيجية، ويتدرب اللاعبون المحترفون والفرق بشكل مكثّف للمنافسة مع مدربين متخصصين وموظفي دعم.
مساهمات اقتصادية بقيمة 50 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030
ووفقًا لتطوّر صناعة الرياضات الالكترونية، فمن المتوقع أن يولد القطاع في المملكة العربية السعودية مساهمات اقتصادية بقيمة 50 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030، كما تستثمر المملكة في مواطنيها واللاعبين لتوفير أكثر من 39000 فرصة عمل في مختلف المجالات المتعلقة بالألعاب والرياضات الإلكترونية في نفس العام.
علاوةً على ذلك، فإن عائدات اللاعبين السعوديين أعلى من متوسط العائد العالمي لكل مستخدم، مما يثبت إمكانات سوق الألعاب والرياضات الالكترونية في البلاد، وفي كل عام يتجاوز إجمالي جوائز البطولات الدولية والمحلية حاجز الـ 100 مليون ريال سعودي، مما يعكس مدى الإقبال على الرياضة الإلكترونية.
يذكر أن الاتحاد السعودي للرياضات الالكترونية لعب أدوارًا رائدة في الاتحادات الدولية لدعم نمو وتنظيم الرياضات الالكترونية، مما يجسد التزام المملكة بتطوير صناعة الألعاب، حيث نجحت المملكة مؤخراً في استضافة العديد من الأحداث الدولية مثل موسم الجيمرز الذي جذب أكثر من 500 من نخبة الرياضيين الدوليين، وقدم جوائز مالية كبيرة، الأمر الذي سيسهم في تعزيز مكانة المملكة كلاعب رئيسٍ وبارز في ساحة الألعاب والرياضات الإلكترونية العالمية.
ومع استمرار النمو وزيادة الاعتراف السائد بالرياضات الالكترونية، فمن المتوقع أن تحظى بمستقبلٍ مشرق، حيث تعد مجالًا سريع النمو والتطور، مع إمكانية كبيرة للمزيد من النمو والابتكار في السنوات القادمة، ومن المرجح أن تظل كذلك قوةً رئيسة في صناعة الترفيه في السنوات المقبلة في جميع أنحاء العالم.
سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار