كما سلط تقرير “إريكسون” الضوء على مدى نجاح اللاعبون الجدد في سوق السيارات العالمي في إثبات أن اسم العلامة التجارية الكبير ربما لن يكون وحده كافيا للاحتفاظ بولاء العملاء أو الحصة بالسوق.
في الوقت الذي لا يزال فيه قائدو السيارات والمسافرين في حاجة إلى وجود المركبات التقليدية للتنقل والوصول
إلى وجهتهم، إلا أن تجربة قيادة السيارات نفسها تشهد تغيرات سريعة حول العالم. لكن أبرز عامل للتغيرات التي
شهدتها قيادة السيارات يكمن في الاتصال القوي والموثوق، وهذا ما تسعى إليه شركات صناعة السيارات حيث
تتبنى تكنولوجيا الاتصال بما يتناسب مع استراتيجياتها ولتظل قادرة على المنافسة لا سيما وأن المستهلكين
يسعون لتجربة قيادة سيارات متصلة تقنياً بشكل أفضل. وأصدرت “إريكسون” تقريراً جديداً سلطت من خلاله الضوء
على هذا السوق المتغير بشكل سريع كما ركظت على فرص الاستفادة من إبداعات إنترنت الأشياء وتكنولوجيا الاتصال.
كما وسط توقعات بارتفاع حجم إيرادات سوق السيارات العالمي المتصلة تكنولوجياً إلى 166 مليار دولار بحلول عام
2025 (وفق إحصائيات موقع “ستاتيستا”)،
ألقى تقرير “إريكسون” – الذي يحمل العنوان “سوق السيارات العالمي المتصلة:
النجاح وسط تحولات اجتماعية واقتصادية” – نظرة عن كثب على التحديات الرئيسية والحلول وحالات الاستخدام نظرا
لأن الشركات المصنعة للمعدات الأصلية للسيارات تؤكد على أهمية مواجهة هذه التحديات لصالح العملاء.
وعن طريق الاستفادة من تطبيقات إنترنت الأشياء في الاتصال الخلوي، يمكن للتحديثات الهوائية الذكية (OTA) توفير
تكلفة بشكل كبير يصل إلى نسبة 87% (وفق ما جاء في تقرير Stout بشأن عيوب السيارات وعمليات السحب من
الأسواق عام 2019) لمصنعي المعدات الأصلية للسيارات.
وبدلاً من قيادة السيارة بشكل فعلي إلى مراكز الخدمة أو وكالات الصيانة من أجل تحديث البرمجيات، يمكن القيام
بذلك عن بعد الأمر الذي ينتج عنه توفير الوقت والمال. كما أن تحسين نقل البيانات بعيدا عن فترات الذروة خطوة أكثر
فاعلية وأقل تكلفة نظرا لأن مصنعي المعدات الأصلية للسيارات سوف يستفيدون من مزايا الخصومات.
وعلاوة على ذلك، فإن إدارة الاشتراكات والاتصال بطريقة ذكية يعد فرصة أخرى صمنعي معدات السيارات لبلوغ
سقف توقعات قائدي المركبات فيما يتعلق بالتواصل بشكل سلس وكلي على الطريق بغض النظر عن مواقعها.
كما تعد تكلفة تثبيت شريحة الاتصال داخل السيارات ثابتة، وتشبه تلك المثبتة في الهواتف المحمولة،
كما أنها أفضل 10 مرات من تحديث شريحة أخرى مدمجة (eSIM) – أو شريحة اتصال تم برمجتها وتحميلها،
بينما يمكن إزالة الشريحة التقليدية (SIM) واستبدالها.
كما توفر الشريحة المدمجة الإمكانية لتحقيق مرونة أكبر في السيطرة على التكلفة فضلا عن كونها تعطي تجربة
أفضل للعملاء لكونها تزيل أي معوقات أو تعقيدات ربما يواجهها العميل إذا كانت رحلات السيارات غبر شبكات تشغيل
متعددة (CSP) أو عند السفر عبر الحدود.
وأيضاً يمكن الاستفادة والحصول على معلومات ذكية من ذاكرة السيارة مما يمثل فرصة أخرى لمصنعي المعدات
الأصلية للمركبات. وبحسب التقرير، يمكن تحقيق إيرادات إجمالية عالمياً من بيانات السيارات بحيث تتراوح بين 450 مليار و750 مليار دولار بحلول عام 2030.
من جانبه، كما صرح “كايل أوكاموتو” المدير العام لوحدة إنترنت الأشياء بشركة “إريكسون”:
كما تحتاج شركات صناعة السيارات لدراسة مستقبل أعمالها من الناحية الاستراتيجية وأيضاً الاستفادة من منظومة متطورة تتألف من شركات
التكنولوجيا وشركات المعلومات والترفيه وأيضا الموردين والعديد من الشركاء واللاعبين في السوق والذين يسعون
باستمرار نحو لإحراز المزيد من التقدم في تطبيقات إنترنت الأشياء. ويلقي هذا التقرير المثير للاهتمام نظرة فاحصة
على مدى تكيف شركات صناعة السيارات مع التطورات المتلاحقة والنجاح في السوق.”