قال فارنام جاهانيان، رئيس جامعة “كارنيجي ميلون”: “يتمثّل العامل الأساسي في خلق الفرص للطلبة الأفارقة الواعدين من جميع الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية في الوصول إلى مجالات التعليم المتضمّنة للتكنولوجيا الفائقة التي تقود اقتصادات المستقبل”. وأضاف: “نحن ممتنون لمؤسسة ’ماستركارد‘ على شراكتها مع جامعة ’سي إم يو‘ على مدى السنوات الست الماضية للمساعدة في تمكين الجيل القادم من قادة إفريقيا، ويسعدنا أن نوسع نطاق شراكتنا هذه أكثر وأكثر. ومن خلال هذا التعاون الجديد، سنعمل على تسريع تنفيذ مهمتنا المشتركة وتوفير الخبرات التعليمية والوظيفية التي تغير حياة الطلبة في جميع أنحاء القارة”.
كما أعلنت اليوم جامعة “كارنيجي ميلون” (المشار إليها فيما يلي بـ”سي إم يو”) ومؤسسة “ماستركارد”،
بالتعاون مع حكومة رواندا، للقيام باستثمار تحويلي في قطاع التعليم العالي والابتكار في إفريقيا لتحفيز الفرص لـ10
آلاف شاب وشابة ينتمون إلى المجتمعات المحرومة اقتصادياً – وبخاصة الشابات والشبّان من ذوي الاحتياجات
الخاصة، والشباب النازحين قسراً – لدفع عجلة التنمية الشاملة.
كما تهدف هذه الشراكة البالغة قيمتها 275.7 مليون دولار أمريكي مع مؤسسة “ماستركارد” إلى توسيع نطاق
تدريس علوم الهندسة والتكنولوجيا المتقدمة بشكل كبير في جامعة “سي إم يو- إفريقيا” في كيغالي.
ويشمل الاستثمار المقدّم من قبل المؤسسة منحة قدرها 175 مليون دولار أمريكي لمواصلة تمويل جامعة “سي إم
يو- إفريقيا”. كما يشمل مبلغ 100.7 مليون دولار أمريكي لإنشاء مركز للتحول الرقمي الشامل في إفريقيا تابع
لجامعة “سي إم يو- إفريقيا”.
تهدف الشراكة التاريخية بين جامعة “سي إم يو- إفريقيا” ومؤسسة “ماستركارد” لتوسيع القدرات التعليمية:
ومن ضمنها إدخال شهادة جديدة في هندسة الذكاء الاصطناعي وبرامج التعلم عبر الإنترنت،
وتحقيق زيادة في عدد طلاب الدفعة السنوية المسجّلين في جامعة “سي إم يو-إفريقيا”
بنسبة تفوق الـ33 في المائة، وكذلك تقديم مساعدة مالية إضافية لمزيد من طلبة جامعة “سي إم يو- إفريقيا”،
بما في ذلك زيادة الدعم لبرنامج الباحثين الخاص بمؤسسة “ماستركارد” في جامعة “سي إم يو- إفريقيا”.
كذلك، ستوفر الشراكة دعماً مباشراً للمنح الدراسية لـ300 طالب كعدد إجمالي، وضمان تطويع البرامج وتوفير الفرص
للفئات المهمشة، بما في ذلك النساء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين، بالإضافة إلى وضع برامج
تجريبية مكثفة لتعليم اللغة الإنجليزية بهدف مساعدة طلبة البكالوريوس من جامعات إفريقية أخرى في التحضير للدراسات العليا.
علاوةً على ذلك، ستعزّز الشراكة الجديدة منظومة الأبحاث وريادة الأعمال والابتكار في إفريقيا على نطاق واسع،
وذلك من خلال إنشاء شبكة من مؤسسات التعليم العالي في إفريقيا تتعاون مع القطاع الخاص والحكومات لتهيئة
الظروف المناسبة لتنفيذ عملية التحوّل الرقمي الشاملة، ودعم نحو 10 جامعات إفريقية لتوفير تعليم عالي الجودة
في تخصصي الهندسة والتكنولوجيا، وزيادة مستوى بناء المعرفة الرقمية لدفع عجلة تطور التكنولوجيا والابتكار في
خلق فرص العمل من خلال القيام بالتدريبات اللازمة وتأمين التمويل الأوّلي وتعزيز فرص التعاون بين الباحثين في
جامعة “سي إم يو-إفريقيا” والباحثين في الجامعات الشريكة الأخرى، وكذلك إشراك أعضاء هيئة التدريس
والموظفين من جامعة “كارنيجي ميلون- بيتسبرغ” بشكل مباشر في أنشطة جامعة “كارنيجي ميلون-إفريقيا” من
أجل دعم الابتكار في الأساليب التعليمية والمساعدة في بناء المعرفة اللازمة لتحفيز عملية التحول الرقمي الشاملة في إفريقيا في مجالات الزراعة والصحة والتمويل وغيرها.
وبالاستناد إلى هذه الركائز المتنوّعة للشراكة،
سيكتسب 10 آلاف شاب وشابة المهارات اللازمة للمنافسة في
السوق العالمية، وابتكار وتصميم أدوات جديدة لحلّ التحديات الإقليمية والعالمية وتقديمها إلى الأسواق.
كما وتعدّ جامعة “كارنيجي ميلون” الجامعة البحثية الأمريكية الوحيدة التي تملك برامج تخوّل الطلاب الحصول على
درجة الماجستير وأعضاء هيئة تدريس وموظفين يعملون بدوام كامل وعمليات في جميع أنحاء القارة الإفريقية. وقد
تأسست جامعة “كارنيجي ميلون- إفريقيا” في عام 2011 من خلال شراكة أبرمتها جامعة “كارينجي ميلون” مع
حكومة رواندا وقامت ببناء منصة تعليمية قويّة تخدم القارة الإفريقية، مستفيدةً من التعاون الاستراتيجي والدعم السخيّ من حكومة رواندا وشعبها.
والجدير ذكره أنّ القارة الإفريقية تملك المجموعة السكانية الأكثر شباباً والأسرع نمواً في العالم. وبحلول عام 2030،
سيشهد سوق العمل في إفريقيا دخول 375 مليون شاب وشابّة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من
مليار شخص في غضون العقود القليلة القادمة. ويمثل الشباب الإفريقي قوة عمل المستقبل وبالتالي يمكنه أن
يدفع التحول في إفريقيا في حال امتلك المهارات والمعرفة اللازمة للمشاركة في اقتصادات المستقبل وبنائها.
وتعليقاً على هذا الأمر، قالت ريتا روي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “ماستركارد”:
“سيكون باحثو مؤسسة ’ماستركارد‘ وخريجوها المنتمون إلى هذا البرنامج في الطليعة للمساعدة في ابتكار
التقنيات وتأسيس الشركات التي ستوفر فرص العمل وتعزز القدرة التنافسية الاقتصادية للقارة الإفريقية.
ونحن متحمسون لهذه المبادرة التي ستعزز دور الجامعات الإفريقية في تطوير قدرات الباحثين والمبتكرين في القارة
وحل المشكلات التي تواجهها، بالإضافة إلى إنتاج المعرفة التي ستفيد المجتمع على نطاق أوسع”.
تعتمد المبادرة الجديدة على شراكة سابقة بين مؤسسة “ماستركارد “وجامعة “كارنيجي ميلون (جامعة ’سي إم يو‘
بالإضافة إلى شراكة ناجحة مدتها 10 سنوات بين حكومة رواندا وجامعة “سي إم يو- إفريقيا” ساعدت 561 شاباً
وشابة من 21 دولة إفريقية في خوض تدريب على مستوى عالمي- بما في ذلك 125 طالباً تم دعمهم من خلال
برنامج “ماستركارد فاونديشن سكولارز”.
ومن جهتها، صرّحت فالنتين أواماريفا، وزيرة التربية في حكومة رواندا قائلاً: “تعد الشراكة الاستراتيجية مع جامعة
’كارنيجي ميلون‘ أحد الاستثمارات الرئيسة لحكومة رواندا من أجل دعم تطوير مجموعة مهمة من المهارات في
مجالي العلوم والتكنولوجيا، لا سيما في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يتطلبها اقتصاد المعرفة
والمساعدة في تسريع وتيرة التحول الاجتماعي والاقتصادي في رواندا والمنطقة”.
كما أضافت:” نعرب عن خالص تقديرنا لمؤسسة ’ماستركارد‘ على دعمها الكبير الذي سيساعد رواندا على تحقيق
رؤيتها المستقبلية المتمثلة في إنشاء المركز الإقليمي للتميز في رواندا التابع لجامعة ’سي إم يو- إفريقيا‘ وضمان
استدامة البرنامج. وسيساعد مركز التميز الإقليمي، إلى جانب الاستراتيجيات المهمة الأخرى، في ضمان مشاركتنا
في الثورة الرقمية العالمية واستفادتنا منها”.
كما تمنح جامعة ’سي إم يو- إفريقيا‘ شهادات الدراسات العليا في تخصصات تكنولوجيا المعلومات والهندسة
الكهربائية وهندسة الكمبيوتر وهندسة الذكاء الاصطناعي من خلال كلية الهندسة الأعلى تصنيفاً في جامعة
“كارنيجي ميلون” التي تمتلك المعايير والمناهج والمتطلبات نفسها الموجودة في جامعة بيتسبرغ.
واعتباراً من ربيع عام 2022، التحق بالبرنامج أكثر من 230 طالباً يمثلون 21 دولة إفريقية.
علّق ويليام ساندرز، عميد كلية الهندسة في جامعة “كارنيجي ميلون” قائلاً:
“سيمكننا دعم مؤسسة ’ماستركارد‘لتسريع تنفيذ إستراتيجيتنا الخاصة بالقارة الإفريقية التي تمت صياغتها بشكل
فريد لإعداد طلبة التعليم العالي من أجل تلبية الاحتياجات المعقدة للمستقبل الرقمي، إلى جانب القيام بالأبحاث
والأعمال الريادية اللازمة للمنافسة في الاقتصاد العالمي”.
كما يشمل تأثير جامعة “سي إم يو- إفريقيا” معدل توظيف يقارب 90 في المائة خلال السنة الأولى من التخرج.
وقد انضم خرّيجو الجامعة إلى شركات ناشئة أو أسسوا شركاتهم الخاصة، وهم يسعون للحصول على درجة
الدكتوراه من خلال انضمامهم إلى برامج الدكتوراه المتميّزة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ويعملون في
مكاتب المعلومات التابعة للحكومة، بما في ذلك داخل حكومة رواندا والبنك الدولي.
كما قال آلن روبنسون، مدير جامعة “سي إم يو- إفريقيا” والعميد المشارك للبرامج الدولية في إفريقيا في هذا الصدد:
“لقد كانت مؤسسة ’ماستركارد‘ شريكاً مهماً في نمو جامعة ’سي إم يو- إفريقيا‘، حيث ساعدتنا في تلبية الطلب
المتزايد على المواهب الفنية العالية الجودة التي ستسرع وتيرة التنمية في القارة. وستزيد هذه المرحلة الجديدة
الاستثنائية من علاقتنا بشكل كبير من قدرتنا على بناء شبكة إفريقية تؤثر بشكل إيجابي على مستقبل الشباب في جميع أنحاء القارة”.