The World Quantum Summit 2025
يوم المعلم العالمي

في يوم المعلم العالمي : مصر تعتمد أول إطار وطني لكفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين بالتعاون مع اليونسكو

في إطار الاحتفال بيوم المعلم العالمي، شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، فعاليات ورشة العمل الوطنية للتصديق على إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT)، والتي نظمتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، وذلك بهدف تطوير مهارات المعلمين ودعم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم.

جاءت الورشة بحضور الدكتورة هدى بركة مستشارة وزير الاتصالات لتنمية المهارات التكنولوجية، والدكتور أحمد ضاهر نائب وزير التربية والتعليم، والدكتورة هانم أحمد مستشار الوزير للتعاون الدولي، والأستاذة نادية عبد الله رئيس الإدارة المركزية لشؤون المعلمين، إلى جانب ممثلين عن الوزارات والهيئات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة وخبراء وطنيين ودوليين، وعدد من المعلمين وممثلي القطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي.

عمرو طلعت: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل المنظومة التعليمية

أكد الدكتور عمرو طلعت أن دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العملية التعليمية يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية تشمل حوكمة المنظومات الرقمية في المؤسسات الأكاديمية، وتطوير المحتوى التعليمي الرقمي، وتوفير منصات تعليمية مرنة تتيح للطلاب التعلم في أي وقت ومن أي مكان.

وهنأ الوزير معهد تكنولوجيا المعلومات التابع للوزارة على فوز منصة مهارة-تك بجائزة اليونسكو لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم لعام 2025، مشيرًا إلى أن المنصة تمثل نموذجًا رائدًا في تقديم المحتوى التدريبي والتعليم الرقمي في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأضاف طلعت أن التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي التوليدي تعيد صياغة العملية التعليمية بالكامل، حيث أصبحت تضم طالبًا يسعى للمعرفة، ومعلمًا يمتلك الخبرة والمحتوى، ومنظومات ذكاء اصطناعي تقدم أدوات تعليمية متقدمة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي التوكِيلي يمثل الجيل الأكثر تطورًا من الذكاء الاصطناعي التوليدي، مؤكدًا أن انعقاد الورشة يمثل لحظة فارقة في بناء الوعي الجمعي للأجيال القادمة.

تمكين المعلمين من الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي

وأوضح وزير الاتصالات أن إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين لا يقتصر على التدريب التقني، بل يهدف إلى تمكين المعلمين من الاستخدام المسؤول والمبتكر والمتوازن لتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الفصول الدراسية.
وأشار إلى أن هذا الإطار يزوّد المعلمين بالمهارات الضرورية لإرشاد الطلاب وتوجيههم نحو الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة.

وكشف طلعت عن مشروعات مشتركة بين وزارتي الاتصالات والتربية والتعليم لرفع كفاءة المعلمين، من بينها التعاون مع شركة HP مصر لتنفيذ البرنامج العالمي لأكاديمية الابتكار والتعليم الرقمي في مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية، إلى جانب شراكات مع شركات مايكروسوفت، وIBM، وهواوي لإتاحة منظومات تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي.

كما أشار إلى إطلاق مسابقة “Digitopia” السنوية لاكتشاف الأفكار المبتكرة والمشروعات التكنولوجية التي تساهم في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موجهة للنشء والشباب من الصف الرابع الابتدائي وحتى سن 35 عامًا.
واختتم كلمته قائلاً: الذكاء الاصطناعي هو الأداة، والمعلم هو البوصلة.”

محمد عبد اللطيف: المعلم المصري في قلب التحول الرقمي

عبّر الوزير محمد عبد اللطيف عن سعادته بانعقاد الورشة في اليوم العالمي للمعلم، مؤكدًا أن المعلمين هم مهندسو المعرفة وبُناة القدرات الإنسانية، ومن خلالهم تنهض الأمم وتُصان القيم وتُوجَّه الأجيال نحو المستقبل.

وأشار إلى أن التحولات المتسارعة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تفرض على الأنظمة التعليمية الاستثمار في الأدوات الحديثة لتأهيل الشباب للتعامل مع تحديات المستقبل، موضحًا أن إطلاق مبادرة أسبوع التعلم الرقمي في باريس العام الماضي شكّل نقطة انطلاق لتطوير الإطار الوطني لكفاءات المعلمين في الذكاء الاصطناعي.

وأوضح عبد اللطيف أن وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع اليونسكو، حولت المبادرة إلى إطار وطني شامل يهدف إلى تمكين المعلمين من اكتساب المعارف والمهارات والفهم الأخلاقي للتعامل الفعّال والمسؤول مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويرتكز هذا الإطار على أربعة محاور أساسية هي: الإنسان أولاً، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وإتقان التقنيات الحديثة، وتصميم أنظمة تخدم الأهداف التعليمية.

الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

أكد وزير التربية والتعليم أن التحول الرقمي أصبح المحرك الأساسي لتطوير التعليم في مصر، موضحًا أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم الجيد المنصف والشامل للجميع.
وأشار إلى إطلاق برامج تعليمية متخصصة لتبسيط مفاهيم البرمجة وتكنولوجيا المعلومات داخل المدارس، إلى جانب إعداد مصفوفة معايير تعليمية متكاملة لتدريس الذكاء الاصطناعي في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وقد بدأ تنفيذها بالفعل في العام الدراسي 2025/2026.

وشدد عبد اللطيف على أن المعلم المصري يظل محور العملية التعليمية، موضحًا أن الإطار الجديد صُمم خصيصًا ليتماشى مع الواقع المحلي ويزوّد المعلمين بالوعي الرقمي والأخلاقي المطلوب، ما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع والابتكار داخل الفصول الدراسية.

 

شراكة استراتيجية مع اليونسكو

أشاد الوزير بالتعاون الممتد مع منظمة اليونسكو، واصفًا إياه بالنموذج الملهم للتعاون الدولي البنّاء في مجالات تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير مهارات إنتاج المحتوى الرقمي، وبناء القدرات التعليمية المستدامة.
وأكد أن الورشة تمثل منصة حيوية لتبادل الخبرات وصياغة نهج وطني متكامل لإدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بما يعزز ثقافة الابتكار في المدارس.

وفي ختام كلمته، وجه عبد اللطيف تحية تقدير لمعلمي مصر بمناسبة يومهم العالمي، مؤكدًا أنهم صُنّاع المستقبل وبُناة نهضة الوطن، وأن تكامل التعليم مع قطاع الاتصالات يمثل الطريق الأمثل لتحقيق التحول الرقمي المصري.

اليونسكو: مصر نموذج رائد في التحول الرقمي في التعليم

من جانبها، أكدت الدكتورة نوريا سانز مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، أن الورشة تمثل خطوة محورية لوضع المعلمين في قلب التحول الرقمي، ليس كمستخدمين للتكنولوجيا فحسب، بل كـ قادة ومبتكرين فاعلين في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة التعليم.
وشددت على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يظل متمحورًا حول الإنسان، داعية إلى تمكين المعلمين بدلاً من استبدالهم بالتقنيات.

وأعربت سانز عن تقديرها لإتمام الإطار الوطني لكفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين في مصر، مؤكدة أنه يتوافق تمامًا مع الرؤية الوطنية والاستراتيجية المصرية للذكاء الاصطناعي، ويضع الأساس لإعداد المعلمين للتفاعل الإبداعي والنقدي مع التكنولوجيا.

وأشارت إلى أن الشراكة بين وزارتي التعليم والاتصالات تمثل نموذجًا يحتذى به للتعاون العملي، مشيدة بمبادرة المسابقة الوطنية لتميز المعلمين في إعداد المحتوى الرقمي، التي شارك فيها أكثر من 600 معلم وأظهرت مستوى الإبداع والابتكار لدى المعلمين المصريين.

كما أوضحت أن تقرير التعليم العالمي 2024/2025 أظهر تقدم مصر في تدريب المعلمين وتقييم القراءة، حيث تلقى أكثر من 90% من معلمي المرحلة الابتدائية تدريبًا متخصصًا، إلى جانب تحسن بيئات التعلم وانخفاض الكثافات الطلابية وارتفاع نسب الحضور إلى 87%.

وأكدت سانز أن التعاون المستمر مع شركة هواوي ضمن مشروع المدارس المفتوحة المُمكّنة بالتكنولوجيا للجميع (TEOSS) يعزز من قدرات المعلمين في المناطق النائية ويدعم برامج التعلم الرقمي والتدريب عن بُعد.

 

حلقة نقاش وخطوات تنفيذية مقبلة

اختتمت فعاليات الورشة بعرض فيديو تعريفي حول إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT) ومشروع المدارس المفتوحة، أعقبه حلقة نقاش تفاعلية شارك فيها خبراء من اليونسكو، والدكتورة هدى بركة، والدكتور شريف كشك، والبروفيسور موتلو كوكوروفا من كلية لندن الجامعية، لبحث آليات التطبيق العملي للإطار داخل المدارس المصرية.

 

سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار

 

تابعونا أيضا على بوابة التكنولوجيا وأخبارها في الإمارات

شاهد أيضاً

خليل حسن خليل

م. خليل حسن خليل: التكنولوجيا تقود مستقبل الاقتصاد المصري نحو الريادة الإقليمية

أكد المهندس خليل حسن خليل، رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا بالاتحاد العام للغرف التجارية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *