تعود قمة فايننشال تايمز لأفريقيا (FT Africa Summit) إلى العاصمة البريطانية لندن يومي 21 و22 أكتوبر 2025، لتكون الحدث الأبرز الذي يجمع رؤساء دول، ومستثمرين عالميين، وصنّاع سياسات، ومبتكرين لمناقشة أهم أولويات القارة الاقتصادية والسياسية.
يحمل المنتدى هذا العام شعار “أفريقيا في عالم متغير“، ليعكس واقع القارة أمام التحولات العالمية المتسارعة، من تغير التحالفات الدولية، وضيق أسواق رأس المال، إلى تسارع وتيرة التحول التكنولوجي، مما يجعل نسخة 2025 لحظة حاسمة في إعادة تموضع أفريقيا داخل النظام العالمي.
سياق عالمي جديد يرسم مسار القارة
يفتتح القمة برنارد مينساه، رئيس قسم الشؤون الدولية في بنك أوف أمريكا، بكلمة ترحيبية تُحدد ملامح النقاشات عالية المستوى التي ستمتد على مدار يومين، لتضع القارة في سياق التحولات المالية العالمية.
وسيتناول اليوم الأول من القمة مكانة أفريقيا في المشهد العالمي المتغير، عبر جلسات تركز على تعميق العلاقات التجارية، وتسريع التحول في قطاع الطاقة، والاستفادة من الابتكارات التكنولوجية، إلى جانب تحفيز النمو الصناعي من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA).
كما سيناقش المشاركون من صانعي السياسات والمستثمرين وقادة الأعمال كيفية تحقيق التوازن بين تطوير مصادر الطاقة التقليدية والاستثمار في الطاقة المتجددة، إلى جانب تعزيز البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا المالية لتسخير طاقات الشباب وريادة الأعمال في القارة.
أجندة حافلة بالقضايا الدولية المؤثرة
من أبرز جلسات اليومين:
- “رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين: نقطة تحول في نفوذ أفريقيا العالمي؟“ والتي تبحث في الدور الجديد للقارة في الحوكمة الدولية، وكيف أسهمت رئاسة جنوب أفريقيا في تعزيز مبدأ العدالة المالية والتعاون الدولي قبل انتقال الرئاسة إلى الولايات المتحدة في 2026.
- “العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا في عهد ترامب“، والتي تناقش التوجهات الجديدة للسياسة الأمريكية تجاه القارة، بما في ذلك تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والتحول نحو سياسات أكثر تعاملية وتركيزًا على إنتاج الطاقة المحلي.
قادة عالميون ومفكرون في قلب النقاش
تستضيف القمة مجموعة من القادة وصناع القرار من أفريقيا والعالم، من بينهم:
- أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة.
- ألكسندر بارو شامبرييه، نائب رئيس حكومة الغابون.
- رونالد لامولا، وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا.
- الدكتور جيوتي جيتون، وزير الخدمات المالية والتخطيط الاقتصادي بموريشيوس.
- الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة وبطل المناخ لمؤتمر COP27.
- ليزلي ماسدورب، الرئيس التنفيذي لشركة British International Investment.
- باسم حيدر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة Optasia.
ومن خلال جلسات رئيسية، ومناقشات مفتوحة، وحوارات تفاعلية، توفر القمة منصة لتبادل الرؤى والأفكار العملية حول التحديات الكبرى والفرص المستقبلية في أفريقيا.
جلسات رئيسية تلقي الضوء على مستقبل القارة
تركّز القمة على عدد من المحاور المفصلية، أبرزها:
- مستقبل التمويل في أفريقيا: مناقشة كيفية تكيف الدول الأفريقية مع التحولات في التجارة العالمية، وتعزيز تعبئة الإيرادات المحلية، وتحفيز رأس المال الخاص، وتوظيف التكنولوجيا لتحقيق مرونة اقتصادية مستدامة.
- الابتكار في التكنولوجيا المالية: استعراض التطور السريع في تبني الحلول الرقمية ودور التكنولوجيا المالية في تمكين الاقتصادات المحلية.
- مبادرة “المهمة 300“: التعاون بين مؤسسات التمويل الدولية، كالبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية (IFC)، لتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة المستدامة في القارة عبر آليات تمويل مبتكرة تعزز خلق فرص العمل ودفع عجلة النمو المحلي.
- الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية: تحليل أثر الاستثمارات من شركات كبرى مثل Google، وMicrosoft، وAmazon في جعل أفريقيا المحطة التالية للنمو الاقتصادي القائم على الذكاء الاصطناعي.
أهمية قمة فايننشال تايمز لأفريقيا
تُعد قمة فايننشال تايمز لأفريقيا، التي تُعقد هذا العام في نسختها الثانية عشرة، الحدث الأكثر تأثيرًا في القارة لتشكيل صورتها في السرد الاقتصادي العالمي.
فهي ليست مجرد منصة نقاشية، بل منبر فعّال لاستكشاف فرص الاستثمار، وتعزيز التحالفات الاستراتيجية، وتطوير حلول تنفيذية تسهم في تنمية أفريقيا المستدامة.
وتأتي نسخة 2025 في وقت تواجه فيه القارة ضغوط التضخم والتغير الرقمي والتحديات المناخية، ما يجعل القمة مساحة أساسية لتحديد مسارات التعاون العملي بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية.
نحو مستقبل أفريقي جديد
من المتوقع أن تشكل قمة FT Africa Summit 2025 محطة رئيسية في صياغة الفصل القادم من قصة أفريقيا، إذ تجمع تحت سقف واحد القادة وصناع القرار ورواد الأعمال الذين يسعون لرسم ملامح قارة أكثر تنافسية واستدامة.
ومع تنوع الموضوعات المطروحة، من التمويل والابتكار والطاقة إلى البنية التحتية، ستسهم القمة في توحيد الرؤى وتوسيع آفاق التعاون لتسريع مسار التنمية في أفريقيا خلال السنوات المقبلة.
سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار