كشفت تقارير في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا الخميس الماضي عن محاولة متسللين روس سرقة أبحاث لقاح فيروس كورونا،
حيث تم اتهام الكرملين والمخابرات الروسية بفتح جبهة جديدة في معاركه للتجسس مع الغرب وسط
المنافسة العالمية لاحتواء الوباء. حيث قالت وكالة الأمن القومي إن مجموعة قرصنة متورطة في
اقتحام عام 2016 لخوادم الحزب الديمقراطي تحاول سرقة معلومات استخبارية عن اللقاحات من
الجامعات والشركات ومنظمات الرعاية الصحية الأخرى. وقال مسؤولون إن المجموعة المرتبطة
بالمخابرات الروسية والمعروفة باسم APT29 و Cozy Bear سعت إلى استغلال الفوضى التي أحدثها
جائحة فيروس كورونا.
والتى بشأنها اتهمت المخابرات الأمريكية الروس بأنهم يستهدفون سرقة أبحاث لتطوير لقاحهم
الخاص بسرعة أكبر، وليس لتخريب جهود الدول الأخرى. وقال خبراء الأمن السيبراني إنه من المحتمل
أن يكون هناك ضرر فوري ضئيل للصحة العامة العالمية.
وعن هذه الأمور ، تحدث جون هولتكويست كبير مديري تحليل الاستخبارات في شركة “فاير آي” للأمن السيبراني، قائلاً :
“تُمثل جائحة “كوفيد-19” (COVID-19) تهديداً وجودياً لكل حكومة في العالم، لذا ليس من المستغرب
استخدام قدرات التجسس السيبراني لجمع معلومات استخبارية عن اللقاح والعلاج من أي بقعة في
العالم. حيث تتعرض العديد من المنظمات التي تعمل على تطوير لقاح أو علاج يقضي على الفيروس
إلى هجماتٍ عديدة من قبل جهات فاعلة روسية وصينية وإيرانية، وتسعى هذه الجهات للحصول على
معلومات بحثية من أجل تحقيق تقدم بأبحاثهم الخاصة. ولاحظت “فاير آي” منذ بداية شهر يناير
الماضي استهدافاً واضحاً للحكومات من خلال المواضيع المتعلقة بفيروس “كوفيد-19”.
وعلى الرغم من تورطها في العديد من الأحداث البارزة التي نفذتها، فإن مجموعة APT29 لا تلقى
اهتماماً واسعاً كباقي مجموعات التهديد الروسية، ويعود السبب وراء هذا هو أن هذه المجموعة تعمل
بهدوء وتركز بشكل أكثر على جمع المعلومات الاستخباراتية من عمليات الاستهداف. في حين أن
الجهات الفاعلة ومجرمي الانترنت المدعومين من قبل وكالة المخابرات العسكرية الروسية (GRU)
سربوا العديد من الوثائق المهمة كما نفذوا العديد من الهجمات التخريبية والتدميرية على المنشآت
المستهدفة. في حين أن الطريقة التي تتبعها مجموعة APT29 هي التسلل إلى المنظمة والحفر على
المدى الطويل مما يتيح لها انتزاع العديد من المعلومات الاستخباراتية بعيداً عن استهداف أي منشآت
او مؤسسات قد تشكل خطراً على عملياتها.”