شهدت الندوة التي نظمها المجلس المصري للشؤون الخارجية (ECFA) حول “تسخير مبادرة الهيدروجين في مصر: جسر بين الفرص والتحديات”، استعراضًا شاملًا لمستقبل الهيدروجين في مصر والتحديات المرتبطة بتطوير هذا القطاع الحيوي. الندوة، التي أُقيمت بالنادي الدبلوماسي بالقاهرة، جمعت نخبة من الخبراء وصناع القرار لمناقشة دور مصر المتنامي في دعم مشاريع الهيدروجين، لا سيما الهيدروجين الأخضر.
التغيرات المناخية والحاجة إلى طاقة نظيفة
أشار عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن التغيرات المناخية تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة البشر، مشددًا على أهمية اعتماد استراتيجيات طاقة متجددة مثل الهيدروچين. وأكد موسى أن مصر بدأت تتوجه نحو الاستدامة والطاقة النظيفة عبر إنشاء مراكز بحثية متخصصة مثل جامعة النيل، والتي أصبحت منصة لتطوير حلول الطاقة الخضراء، داعيًا إلى تنويع استراتيجيات الهيدروجين وعدم الاقتصار على الهيدروجين الأخضر فقط.
الهيدروجين الأخضر: هدف استراتيجي أم خيار؟
في مداخلته، أوضح الدكتور بهي الدين الابراشي، المدير التنفيذي لمكتب الابراشي ودرماركار للاستشارات القانونية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن جميع ألوان الهيدروچين، بما في ذلك الهيدروجين الرمادي، تسهم في تقليل الأثر البيئي بنسبة تصل إلى 90%. وأضاف أن مصر حققت نجاحات كبيرة في اجتذاب الاستثمارات في مشاريع الهيدروچين الأخضر، إلا أنه حذر من الاعتماد الحصري عليه، داعيًا إلى النظر في الهيدروجين غير الأخضر كجزء من استراتيجية أوسع.
جامعة النيل ودورها في تطوير تكنولوجيا الهيدروجين
أكد الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل، أن الجامعة أنشأت مركزًا لدراسة تكنولوجيا الهيدروچين بهدف تمكين مصر من الإسهام في هذا المجال المتطور. وأشار إلى أن طرق إنتاج الهيدروچين الأخضر لا تزال تواجه تحديات كبيرة مثل ارتفاع التكلفة وطرق التخزين والتصدير، ما يستدعي التعاون بين الجامعات ومراكز البحث لتطوير حلول فعّالة ومستدامة.
دعم دولي وتعاون مشترك في قطاع الهيدروجين
خلال الندوة، استعرض السفير الأسترالي بالقاهرة، أكسل وابنهورست، التجربة الأسترالية في استخدام الهيدروچين، مؤكدًا أن الهيدروچين هو الحل الأمثل لتحقيق طاقة نظيفة وخفض الانبعاثات الضارة. من جانبه، أشار جوناس موبيرج، المدير التنفيذي لمنظمة الهيدروچين الأخضر، إلى أن مصر بذلت جهودًا كبيرة في تطوير قطاع الهيدروچين ويمكن أن تصبح مركزًا عالميًا للطاقة النظيفة.
الاستثمارات والمشاريع المستقبلية
أشار الدكتور بهي الدين الابراشي إلى أن مصر وقعت 27 اتفاقية في مجال الهيدروچين، تم تفعيل 3 منها مع ألمانيا والسعودية. وأضاف أن استخدام الطاقة المتجددة بديلًا للغاز الطبيعي في توليد الكهرباء يمكن أن يخفض استهلاك الغاز بنسبة 7.4%. وشدد على ضرورة التركيز على البحث والتطوير في هذا المجال لزيادة وعي الجمهور وتعزيز التعاون مع دول الجوار مثل ليبيا وتونس لتحقيق التكامل الاقتصادي.
سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار