تستعد شركة هواوي التي تُعدّ أكبر شركة لصناعة معدات شبكات الاتصالات في العالم وتصنيع
الهواتف الذكية التحول تدريجيًا إنتاج الرقائق، التي تُصممها بنفسها بعيدًا عن شركة تصنيع أشباه
الموصلات التايوانية TSMC، إلى شركة صينية في البر الرئيسي؛ استعدادًا لمزيد من القيود الأمريكية.
أفادت وكالة رويترز اليوم الخميس نقلًا عن مصادر مطلعة أن هواوى تتحرك نحو ( تصنيع أشباه
الموصلات الدولية) SMIC – ومقرها شنغهاي – في حين أن واشنطن تستعد لفرض قواعد جديدة
تطالب الشركات الأجنبية، التي تستخدم معدات صناعة الرقائق الأمريكية، بالحصول على ترخيص قبل
تزويد شركة هواوي، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بصورة مباشرة على TSMC. كما يبرز كيف يمكن
للقيود الأمريكية المفروضة على هواوي أن تعمل كحافز للشركات الصينية لتسريع تطوير التقنية
المحلية.
وكانت الحكومة الأمريكية قد زعمت أن شركة هواوي – – تُمثل خطرًا على الأمن القومي، وذلك من
خلال استخدام بكين معداتها للتجسس، وقد منعت الشركات الأمريكية من البيع إلى الشركة الصينية
بدون ترخيص. وقد نفت هواوي مرارًا وتكرارًا أن تكون منتجاتها تشكل تهديدًا أمنيًا.
وقال أحد مصادر رويترز: إن وحدة إنتاج الرقائق (هاي سيليكون) HiSilicon التابعة لهواوي بدأت في
توجيه بعض مهندسيها نحو التصميم لشركة SMIC بدلاً من TSMC في أواخر عام 2019.
وصف متحدث باسم هواوي التحول بأنه “ممارسة صناعية شائعة”. وقال: “إن هواوي تدرس بعناية
قضايا، مثل السعة والتقنية والتسليم، عند اختيار مصانع تصنيع أشباه الموصلات”.
وجديرا بالذكر أن لا يمكن لأحد صناعة أحدث معالجات (كيرين) Kirin من HiSilicon – التي تُستخدم
حصريًا في هواتف هواوي المحمولة – إلا TSMC في الوقت الحالي، ومع ذلك، يقول الخبراء: إنه يمكن
الاستعانة بشركة SMIC لإنتاج معالجات كيرين السابقة.
وضع اسم هواوي في القائمة السوداء، حظر تصدير المنتجات المصنعة أمريكيا للشركة وكذلك حظر
بيع منتجات تصنع خارج الولايات المتحدة وتحتوي على تقنية أمريكية.
لكن بحسب رويترز، لا تطال هذه القواعد كبار الموزعين، لذلك تدور نقاشات داخل إدارة الرئيس دونالد
ترامب لتغيير بعض القواعد من أجل زيادة قدرة الولايات المتحدة على حظر المزيد من الشحنات الأجنبية للشركة.
وسيسمح ذلك للسلطات الأمريكية بتنظيم مبيعات العناصر غير الحساسة، مثل شرائح الهواتف
المحمولة المصنوعة في الخارج بتكنولوجيا أو برامج أو مكونات أمريكية إلى هواوي.