قالت الدكتورة يارا خلف،خبيرة التسويق السياسي أن مصر شهدت تغيير شامل منذ عام 2011 في فكر المجتمع المصري
وأنماط المستهلكين بشكل عام ليست فقط في الاختيارات التجارية ولكن السياسية أيضًا، والتجربة الأولى كانت الانتخابات الرئاسية عام 2012
ويمكن أن نطلق عليها مرحلة الطفولة، أما الانتخابات النيابية الأخيرة فهي تعبر عن مرحلة المراهقة السياسية.
وأكدت “خلف” على الارتباط الوثيق بين الإعلام والسياسة لأن الإعلام هو البطل الحالي لنشر أفكار التسويق السياسي،
إذ هو الوسيلة الوحيدة التي تعرف الناس معنى كلمة تسويق،
يارا خلف: ترامب أسقط نفسه بنفسه
كما أن الجمهور يمكنه التواصل عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي
والتي أصبحت لها دور رئيسي في التسويق السياسي والعمليات الانتخابية فعلى سبيل المثال الانتخابات الامريكية في 2016
قال دونالد ترامب “لولا تويتر ما كنت هنا” وفى 2020 كانت لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر دور رئيسي في خسارته للانتخابات
بسبب تصريحاته وتغريداته التي وصفت بعضها بالعنصرية.
كما أشارت “خلف” إلى أهمية وجود لجنة استشارية مكونة من عناصر محترفة لوضع البرنامج الانتخابي وأهداف المرشح ،
كما يجب تجهيز عناصر ومقومات إدارة الحملة الانتخابية، من خلال الاعتماد على مناهج مختلفة
منها المنهج العلمي الاكاديمي كما هو الحال في الانتخابات الامريكية على سبيل المثال ،
حيث نقوم بتأسيس الإدارة العليا للحملة و الفرق المختلفة للتواصل السياسي والشعبي واللوجيستي ،
مضيفة أن هناك مناهج خاصة بالأحزاب قائمة على التواصل مع أحزاب أخرى بطرق مباشرة وغير مباشرة لدعم نظريتها وتنفيذ أفكارها،
والدليل على ذلك ظهور القائمة الوطنية في الانتخابات النيابية المصرية الأخيرة والتي شملت أحزاب معارضة إلى جانب حزب الأغلبية.
التسويق السياسي وتأثيره على العملية الانتخابية
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية بعنوان «التسويق السياسي وتأثيره على العملية الانتخابية»،نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية ظهر اليوم.
كما استضافت الحلقة الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ التسويق السياسي والعميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة،
والدكتورة يارا خلف خبيرة التسويق السياسي، والدكتور علاء الرميلي باحث متخصص في التسويق السياسي وإدارة الحملات الانتخابية.
كما تدور تساؤلات النقاش حول عدة محاور أساسية هي؛ دور وسائل الإعلام في خطط التسويق السياسي وتكوين الرأي العام، ووضع الخطط التسويقية لما قبل العملية الانتخابية،
وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في العملية الانتخابية، ونماذج العمليات الانتخابية التي أجريت مؤخرًا سواء على المستوى الدولي والمحلي في ضوء نظريات التسويق السياسي.
وأدار النقاش الأستاذة شريهان القماش؛ من مركز الدراسات الاستراتيجية، وتُبث الحلقة مباشرة عبر الصفحة الرسمية للمركز على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
سامي عبد العزيز: مصر تحتاج إلى تبني التسويق السياسي بمعناه الشامل
وقال الدكتور سامي عبد العزيز في كلمته أن الاستراتيجيات التي نستخدمها في التسويق الاقتصادي والحملات التجارية
هي ذاتها التي نستخدمها في القضايا السياسية والاجتماعية ولذلك ظهر ما يسمى بالتسويق الاجتماعي إلى جانب التسويق السياسي ،
كما تعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة خير دليل على أن التسويق الاجتماعي بشموليته أصبح أحد المكونات الأساسية في إنجاح الدول
وبناء وتسويق هويتها، أي أن الحكومات والأحزاب والدول أصبحت كالعلامات التجارية.
كما أشار “عبد العزيز” إلى الأسس المهمة في عملية التسويق السياسي وهي البحث الذي من خلال يمكن معرفة انطباعات الناس تجاه المرشح،
وما هي الصورة التي يريد إيصالها للناخبين، وما هي الوعود التي تعطيها للناخبين مقابل الحصول على أصواتهم، وأيضًا مدى امتلاك المرشح ادلة لتنفيذ وعوده الانتخابية،
بالإضافة إلى إيقاع الحملة الانتخابية التي من خلالها يتمكن المرشح من الوصول إلى قلوب وعقول الناخبين،
هذا إلى جانب عوامل أخرى مثل النقاط الرئيسية والاتساق والتوافق والاستمرارية.
وأضاف أن مصر من أشد الدول احتياجًا إلى تبني التسويق السياسي بمعناه الشامل بحكم التحديات الداخلية والخارجية
والذي من خلال نحدد أجندة القضايا التي لها الاحتياج العملي على يد المحترفين وليس الموظفين،
بالإضافة إلى مراكز عصف ذهني تقدم بناءًا على بحوث ميدانية حقيقية للرأي العام بالفعل أولويات القضايا التي على الإعلام أن يتناولها وعلى الدولة أن تتبناها.
الرميلي: التسويق السياسي لا يقتصر على التواصل بين المرشح والناخب عبر وسائل الإعلام
كما قال الدكتور علاء الرميلي أن التسويق السياسي ليس فقط إقامة عمليات اتصال بين الحزب أو المرشح والناخبين عبر وسائل الإعلام
و مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الأفكار أو السياسات بل هو مفهوم أشمل وأعم
لأنه يدخل في تصميم الاستراتيجية والسياسة العامة، وتعديل أسلوب المرشح في الترويج لأفكاره،
مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة مناهج تعمل من خلالها الأحزاب، المنهج الأول هو الاعتماد على سياسته العامة والمنتج الذي يقدمه الحزب للناخبين
دون النظر لاقتناع الناخبين به من عدمه، المنهج الثاني هو التخطيط لسياسة عامة قوية مدعوة بدعاية مكثفة لإقناع الناخبين بها،
أما المنهج الأخير هو التسويق السياسي الشامل الذي يبدأ بمرحلة البحث وتصميم البرنامج الانتخابي وتجزئة السوق وبناء صورة ذهنية جيدة لدى الناخبين.