شهدت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “وطن رقمي 8” انطلاق نقاشات موسعة حول تعزيز الابتكار الرقمي ودعم التحول الرقمي في مختلف القطاعات الصناعية. وركز المتحدثون على أهمية تطوير البنية التحتية التكنولوجية، تدريب الكفاءات البشرية، وتحفيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق نهضة صناعية رقمية. كما تناولت الكلمات دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية، واستراتيجيات دعم الشركات الناشئة لزيادة التنافسية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لرقمنة المصانع وتوسيع استخدام الحلول التكنولوجية الذكية.
تعزيز الابتكار الرقمي في مصر
أكدت المهندسة غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي، أن مصر تعمل على تعزيز الابتكار من خلال إنشاء 23 مركزًا للإبداع الرقمي في 19 محافظة، بالإضافة إلى إطلاق جامعة مصر للمعلوماتية في العاصمة الإدارية الجديدة. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “وطن رقمي 8“ الذي يقام تحت عنوان: “نحو نهضة صناعية رقمية“، ويشارك فيه 40 شركة تكنولوجية لعرض حلول التصنيع الذكي.
دور التكنولوجيا في تطوير الصناعة
أشارت لبيب إلى مشروعات الذكاء الاصطناعي التي تُنفذ بالتعاون مع قطاعات مختلفة، منها أنظمة للكشف المبكر عن الأمراض مثل سرطان الثدي واعتلال الشبكية السكري بدقة تتجاوز 90%. وأكدت أن مصر لا تدخر جهدًا في توفير بيئة تشريعية داعمة، عبر قوانين مثل حماية البيانات الشخصية ومكافحة الجرائم الإلكترونية.
شراكة من أجل التحول الرقمي
وأضافت لبيب أن تحقيق التحول الرقمي يعتمد على الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وأبرزت مبادرات مثل “رقمنة المصانع“ و”الكتالوج الإلكتروني”، التي تسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، مشيرة إلى احتلال مصر مراكز متقدمة في مؤشرات ريادة الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع وجود أكثر من 600 شركة ناشئة تعتمد على التكنولوجيا.
استثمارات ضخمة لتحسين البنية التحتية
ذكرت لبيب أن مصر استثمرت أكثر من 150 مليار جنيه لتحسين الإنترنت الثابت وإنشاء شبكة كابلات ألياف ضوئية، وربط 25 ألف مبنى حكومي رقميًا. كما أشارت إلى مبادرة “حياة كريمة“ التي تهدف إلى توصيل الإنترنت إلى أكثر من 4500 قرية، ما أسهم في تحسين تصنيف مصر عالميًا، حيث ارتفعت 49 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي.
تحفيز الصناعة عبر حلول رقمية
من جانبه، أوضح المهندس خالد إبراهيم، رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن مبادرات مثل “رقمنة المصانع المصرية“ تهدف إلى دعم تبني التكنولوجيا في القطاع الصناعي، حيث أظهرت الاستبيانات أن 85% من المصانع لا تعتمد على التكنولوجيا الرقمية في نشاطها. كما أعلن عن تنظيم ملتقى التوظيف 2024 للكوادر التكنولوجية لتوفير فرص عمل للشباب.
دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة
أكد المهندس محمد الزمر، مدير المبيعات الإقليمي في “دِل تكنولوجيز“، أن الذكاء الاصطناعي يساعد على تحويل البيانات إلى معلومات تدعم اتخاذ القرارات، لكنه يتطلب بنية تحتية قوية. وأشار إلى أهمية تسريع وتيرة التطوير للحفاظ على التنافسية.
مواكبة التطورات لمواجهة التحديات
أوضح أحمد علاء، المدير الإقليمي لشركة “تريند مايكرو“، أن البنية التحتية السليمة تساعد في تقليل تأثير الأزمات مثل تقلبات سعر الصرف، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون بين الشركات والمؤسسات لتوفير حلول مبتكرة وحماية الصناعة من الاختراقات الإلكترونية.
تعزيز التصدير وزيادة التنافسية
صرّح محمود صفراطه، مدير قطاع تطوير الأسواق في “إيتيدا“، بأن الهيئة تقدم برامج دعم مباشر وغير مباشر للشركات لتعزيز التصدير والتنافسية. وأكد أهمية تصميم برامج مخصصة لكل قطاع صناعي لتلبية احتياجات السوق.
التصنيع الذكي ودعم الصادرات
أكد المهندس محمد جمال العايدي، نائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية، أن تكنولوجيا المعلومات تدعم الصناعات الهندسية عبر تحسين كفاءة الإنتاج وتحقيق أهداف التصدير، مشيرًا إلى أن الصادرات الهندسية بلغت 4 مليارات دولار حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، مع استهداف 5 مليارات دولار بنهاية العام.
سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار