الرياض :ندوة “الأدب بين النخبة والنخبوية” تستعرض دور القيم والتعليم والإعلام في صناعة النخبة

نظم الشريك الأدبي “عنوان الروقان”، بالتعاون مع الكلية التقنية بالرياض، ندوة ثقافية بعنوان “الأدب بين النخبة والنخبوية“، وذلك ضمن مبادرة الشريك الأدبي، يوم الاثنين الماضي، على مسرح الكلية التقنية في العاصمة الرياض.

شارك في الندوة نخبة من المفكرين والأدباء، حيث ضمت كلًا من:

• الدكتور نايف الرشدان، أستاذ مشارك وعضو لجنة تحكيم في عدة مسابقات ثقافية وأدبية.
• الدكتورة نجوى المطيري، متخصصة في أصول التربية، وحاصلة على جائزة الأمير الدكتور فيصل بن مشعل لصناعة المحتوى.
• الأستاذ عبدالله الحسني، كاتب ومدير تحرير الشؤون الثقافية في صحيفة الرياض.
• وأدار الندوة الإعلامي محمد الشنقيطي.

محاور الندوة: بين النخبة والنخبوية

تناولت الندوة مفهوم النخبة والنخبوية من زوايا متعددة تشمل البعد اللغوي، الأدبي، الثقافي، التربوي، والإعلامي، مع التركيز على أهمية التفكير النقدي ومناقشة دور الأدب في المجتمع، وتأثير المؤسسات التعليمية والإعلام في تكوين النخب الحقيقية.

وقد تمحورت الندوة حول أربعة موضوعات رئيسية:

1. مفهوم النخبة والنخبوية.
2. الأدب بين النخبة والنخبوية.
3. دور المؤسسات التعليمية في صناعة النخبة.
4. الإعلام وصناعة النخبة والنخبوية.

الرشدان: الأدب يعكس واقع المجتمع وليس انعزاله

استهل الدكتور نايف الرشدان حديثه بمناقشة محور “الأدب بين النخبة والنخبوية”، حيث أشار إلى أن رسالة الأدب تعكس الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مما يجعل الأديب قريبًا من مجتمعه لا منعزلًا عنه. وأوضح الفرق بين النخبة التي يختارها المجتمع والنخبة التي تفرض نفسها، معتبرًا أن “النخبة الحقيقية هي التي تقول للناس حُسنًا، وتأخذ بيد الفرد والمجتمع“.

كما تطرق إلى الاختلافات الجوهرية بين النخب السياسية، الثقافية، والأدبية، مشددًا على أهمية الدور المجتمعي للنخبة الحقيقية.

المطيري: المؤسسات التعليمية وصناعة نخبة مسؤولة

أما الدكتورة نجوى المطيري، فقد تحدثت عن دور المؤسسات التعليمية في تكوين النخبة، مؤكدة أن التعليم يجب أن يسهم في تخريج قادة قادرين على تحمل مسؤولية مجتمعهم ووطنهم، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأشارت إلى التحديات التي تواجه الأفراد خارج المؤسسات التعليمية، مشددة على أن دور الأسرة محوري في بناء نخبة حقيقية تمتلك مهارات التفكير والتحليل النقدي.

الحسني: الإعلام بين صناعة الوعي وتضليل النخبوية

من جانبه، ركز الكاتب عبدالله الحسني على دور الإعلام في صناعة النخبة، مؤكدًا أن الإعلام “سلطة رابعة“ تسهم في تشكيل الوعي الثقافي والمجتمعي. وأشار إلى أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في توسيع مساحة التأثير الإعلامي، لكنه في الوقت ذاته أتاح الفرصة لغير المؤهلين لتصدر المشهد الإعلامي والتأثير في وعي الجمهور.

كما أشاد بدور وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، من خلال مبادرة “الشريك الأدبي“، التي وصفها بأنها “فكرة عبقرية“ تسهم في ردم الفجوة بين المجتمع والمثقفين، وتعمل على “صناعة النخبة، لا النخبوية“، مؤكدًا أن المجتمع لا يحتاج إلى نخب معزولة، بل إلى مواطنين فاعلين.

تعليقات الحضور: انهيار النخب وصعود الشعبي

شهدت الندوة مداخلات ثرية من عدد من المثقفين والإعلاميين، حيث علق الدكتور خالد الخضري على قضية “انهيار النخب التقليدية وصعود الثقافة الشعبية“، وهو ما تناوله الدكتور عبدالله الغذامي في أحد كتبه، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في هذا التحول. كما أثنى على ما طرحه الدكتور الرشدان حول تعزيز القيم الأخلاقية.

وأكد الكاتب عوضه الدوسي على أهمية الطرح الذي تم تقديمه، مشيدًا بدور الدكتور الرشدان في إبراز أهمية التربية في الحفاظ على القيم، وأثنى على الحسني لتمكنه من التركيز على جوهر القضية.

أما الدكتور عبدالله العمري، فأشاد بما طرحه الرشدان، معتبرًا أن المجتمع بحاجة إلى هذا النوع من التناول الفكري العميق، وأكد على أهمية دور الأم والأسرة في صناعة النخب، كما أثنى على جهود الحسني في دعم الكُتّاب وتشجيع المواهب الأدبية من خلال إدارته تحرير الشؤون الثقافية في صحيفة الرياض.

“الشريك الأدبي” يعزز الحراك الثقافي

اختتم الأستاذ نعمي النعمي من الشريك الأدبي “عنوان الروقان“ الندوة بتقديم الشكر للضيوف والحضور، مشيدًا بدعم الكلية التقنية بالرياض في تنظيم الندوة، ومؤكدًا أن مبادرة “الشريك الأدبي“ تُمثل فرصة ثمينة لتعزيز الحراك الثقافي والأدبي.

حضور متميز لنخبة من المثقفين

شهدت الندوة حضورًا واسعًا ضم نخبة من المثقفين، الأكاديميين، الإعلاميين، والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي من المملكة والوطن العربي، مما يعكس أهمية هذا النوع من الفعاليات في تعزيز الوعي الثقافي وصناعة نخب حقيقية تخدم المجتمع.

 

سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار

 

تابعونا أيضا على بوابة التكنولوجيا وأخبارها في الإمارات