التكنولوجيا وأخبارها بوابة مصر لأخبار تكنولوجيا المعلومات والإتصالات
– بقلم محمد الحارثي , إستشاري الاعلام الرقمي
هل يوماً ما سالت لماذا يصر صاحب المتجر الالكتروني علي ان تترك تقييمك له وللمنتج فور استلام
طلبك من علي منصات التجارة الالكترونية او مواقع التواصل الإجتماعي.
واذا لم تترك التقييم يعاود السؤال هل اعجبك هل ترغب في ابداء مقترحات لتحسين الصفحة او
المنصة ولا سيما المنتج بالتاكيد.
ساجاوب عليك باجابات بسيطه قد تجيبك عن هذا الاصرار! تقييمك بكل بساطة من نجمة واحدة وحتي
خمس نجوم سيغير كثير من الامور عن صاحب المتجر الالكتروني لو تقييمك مرتفع ستجد حتماً هذا
المتجر بكل سهولة في محركات البحث علي الفيسبووك مثلاً ستجد عدد الزوار في تزايد بشكل
ملحوظ بمبالغ قليلة ينفذ حملة اعلانية ممولة وستكون تاثيرها سريع ومؤثر اليوم اصبح المستخدم
مدركاً لاهمية التقييم فهو تصريح لثقتك في النشاط الالكتروني.
دعني اطلق معك الخيال لنفكر سوياً هل التقييم سيقتصر فقط علي المتاجر الإلكترونية او أصحاب
الأنشطة علي المنصات اعتقد ان الاجابة ” لا ” هل اندهشت من الاجابة دعني اقربها لك بصورة اوضح
اذا كنت من عشاق الاعمال السينمائية ابحث عن المسلسل المعروف black mirror الموسم الثالث
الحلقة الاولي بعنوان “Nosedive”
تناولت الحلقة كيف يمكن ان نقيم بعضنا البعض من خلال الهاتف المحمول بعد كل معاملة حتي ولو
مجرد حديث عابر في الطريق او بعد اجتماع عمل او حتي بعد شراء قطعة خبز وهذا التقييم بكل
بساطة يحدد وضعك الاجتماعي والاقتصادي لو حصلت علي تقييم اقل من ٣ ستعتبر شخص مهمش
غير موثوق فيه حتي انك لن تستطيع دخول بعض المحال التجارية لان فور وصولك ستتعرف عليك
الكاميرا في المدخل بتقنية الذكاء الاصطناعي لتعرف انك ذات تقييم منخفض لن يمكنك من دخول
المكان لانه مصنف لمن هم اعلي من تقييم ٤ ويفضل ( ٥ ) لا تندهش فهذا في حقيقة الامر ندركة
اليوم في استخداماتنا دون ان نشعر هل تعرف تطبيق ترو كولر True caller ( تطبيق التعرف علي
الارقام الغير مسجلة بهاتفك ) ستجد رقم يطلبك وتجد علامة حمراء ومكتوب عليها ( غير موثوق )
spam او حتي مسميات مثل ( نصاب ) لا ينصح بتلقي المكالمة هل تعرف لماذا لان هذا الشخص
هناك من قيمه من خلال التطبيق وفور انتهاء المحادثة انه غير موثوق وتكرر ذلك مع اخرين فاصبح
هذا الشخص مصنف في فئات غير مرغوب بها وبالتاكيد لان يستطيع ان يستخدم رقمه مجددا مع
اشخاص جدد
نحن نتحرك سريعاً ليصبح الخيال واقع لان الواقع الافتراضي تغير لم يصبح افتراضيا كما كان في
الماضي الان واقع فعلي وحقيقي كل ما سيكتب عنك في المنصات او الصفحات حتي ماتنشره
وكل تعاملاتك علي الانترنت هو بطاقة تعريف لك في المستقبل فكن حريصاً من الأن حتي لا تندم
عن افعالك الالكترونية فهي ليست افتراضية هي الان واقع فكن دائما مستعداً وتذكر ان الفضاء
الالكتروني نعيش فيه وكل الاحداث تظل في العالم الرقمي سنوات وسنوات لن تنتهي كما فعلها
الفراعنة القدماء تركوا لنا رموزا لنفهم تاريخهم وكيف عاشوا.
أحسن التصرف الكترونيا ليعرفك الناس كما تحب ان تكون.
