عالم من الإمكانات المستقبلية: قياسات الأداء على شبكات الجيل الخامس لتقنيات الاتصال
بقلم زوران لازاريفيتش، الرئيس التقني لشركة إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا
العديد من الدراسات في قطاع تكنولوجيا الاتصال، تتوقع أن يجسد التطور من الجيل
الرابع إلى الجيل الخامس محركاً قوياً للنمو الاقتصادي، لاسيما مع نشر هذه التقنية
المتنقلة والمتطورة والتي تعمل على تحسين الإنتاجية في القطاعات الاقتصادية
الحيوية الرئيسية.
وقد ساهمت السلطات المختصة بدول مجلس التعاون في تعزيز هذه التوجه، عبر
تقديم الدعم لمزودي خدمات الاتصال، من خلال تنفيذ عمليات فعالة تهدف إلى تخصيص
الطيف لنشر تقنية الجيل الخامس. وقد ساهمت هذه المبادرات في تحقيق بعض
عمليات النشر لتقنية الجيل الخامس في دول الخليج، والتي اعتبرت أولى عمليات
النشر على مستوى العالم من قبل مزودي خدمات الاتصال، لتصبح هذه الشركات رائدة
عالمياً في النشر التجاري لهذه التقنية المبتكرة.
وبعد عام من نشر أولى شبكات الجيل الخامس، بدأت السلطات المعنية في دول
مجلس التعاون بقياس أداء وكفاءة هذه الشبكات لناحية قدرات التغطية، والتأكد من
استيفاء مزودي خدمات الاتصال لشروط تخصيص الطيف. إلا أن هذه العملية تشهد
العديد من التحديات، لناحية أفضل الطرق والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لقياس
الأداء على النحو الأمثل، حيث أن المنهجيات المستخدمة عادة لقياس الأداء في شبكات
الجيل الثاني والثالث والرابع، قد تكون غير مناسبة لقياس الأداء على شبكات الجيل
الخامس، لا سيما لناحية دقة المقاييس.
وهنا يتم طرح السؤال التالي، ما هي أفضل المنهجيات التي يمكن اعتمادها لقياس أداء
شبكات الجيل الخامس؟
إن الإجابة على هذا السؤال ليست بهذه البساطة، ذلك أنه من غير الممكن قياس قوة
الإشارة في وضع الخمول بنفس طريقة القياس المتبعة على شبكات الجيل الثاني
والثالث والرابع من تقنيات الاتصال.
وتتمثل المنهجية الأمثل للقياسات المرجعية على مستوى شبكات الجيل الخامس،
في إجراء القياسات المعيارية المستندة إلى أداء المستخدم النهائي. ويجب أن تستند
هذه القياسات المرجعية إلى الإنتاجية كمؤشر رئيسي للأداء، والذي يتم من خلالها
تقييم تجارب المستخدم النهائي عند الاعتماد على الخدمات التي توفرها الشبكة.
وقد أجرينا العديد من القياسات المعيارية بين شبكات متنوعة من الجيل الخامس مع
أنظمة تحكم مختلفة للقناة المشتركة، حيث أظهرت النتائج أنه من غير الدقيق مقارنة
شبكات الجيل الخامس بناءً على قياسات القناة المشتركة. وقدمت نتائج المقارنة
الأفكار التالية:
1. القياسات المعيارية في دول الخليج أ : تم إجراء القياسات لدى مزودين من مزودي
خدمات الاتصال، يستخدمان أنظمة مختلفة للتحكم بالقناة المشتركة في وضع
السكون، حيث يعتمد المزود “أ1” على نظام للتحكم بالقناة باستخدام المسح الشعاعي، بينما يعتمد المزود “أ2” على نظام للتحكم بالقناة بشعاع متسّع.