كيفن ميرفي من إريكسون: مصر تدخل عصر الجيل الخامس المتقدم.. والجيل السادس أقرب مما نتصور

يشهد قطاع الاتصالات في مصر والشرق الأوسط تحولات سريعة، مع بدء التحضيرات لإطلاق شبكات الجيل الخامس (5G) وازدياد الحديث عن الجيل السادس (6G) والذكاء الاصطناعي.
في هذا الحوار الخاص مع بوابات التكنولوجيا، يتحدث كيفن ميرفي – نائب الرئيس ورئيس وحدة العملاء في شمال الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة إريكسون – عن رؤية الشركة للسوق المصري، وتوقيت إطلاق الجيل الخامس، ومستقبل الشبكات الذكية، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير الاتصالات.

مصر سوق ديناميكي واعد

كيف تقيّمون السوق المصري حالياً، وما الذي يجعله محور اهتمام لشركات التكنولوجيا العالمية مثل إريكسون؟
مصر سوق ديناميكي ومثير للاهتمام للغاية، فهي تضم أكثر من 115 مليون نسمة، وغالبية السكان من الشباب في العشرينات من عمرهم. هذه الشريحة لديها شغف طبيعي بالتكنولوجيا، وتسعى لاكتشافها واستخدامها في كل جانب من جوانب حياتها اليومية. وهذا يجعل مصر بيئة مثالية لتبني أحدث حلول الاتصالات والتحول الرقمي.

 

الاستهلاك المتزايد للبيانات يفتح الباب للجيل الخامس

كيف يؤثر هذا النشاط الشبابي في استهلاك البيانات على الشبكات الحالية، وما الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيل الخامس؟
الواقع أن الشباب المصري يستهلكون كميات هائلة من البيانات، مما يشكل ضغطاً كبيراً على الشبكات العاملة بتقنية الجيل الرابع. لذلك، فإن قدوم الجيل الخامس في هذا التوقيت مثالي، لأنه سيقدم كفاءة طيفية أعلى، ويجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وجودة، إضافة إلى تمكين المشغلين من إدارة الشبكات بكفاءة أكبر.

الجيل الخامس في مصر.. توقيت مثالي وليس تأخيراً

يرى البعض أن إطلاق الجيل الخامس في مصر تأخر مقارنة بدول الخليج، ما تعليقكم؟

أختلف مع هذا الرأي. برأيي، الجيل الخامس يأتي إلى مصر في الوقت المثالي. لكل سوق خصوصيته وديناميكياته الخاصة. في الخليج مثلاً، أرادوا أن يكونوا من أوائل من يطلقون التقنية عالمياً، حتى لو واجهوا التحديات الأولية. أما اليوم، فقد أصبحت التقنية ناضجة ومستقرة وأكثر كفاءة، والجيل الخامس المتقدم هو النسخة التي يجب تبنيها الآن لأنها تمثل بوابة المستقبل.

 

الجيل الخامس المتقدم يمهّد الطريق للجيل السادس

بينما لم يُنشر الجيل الخامس بالكامل بعد، لماذا بدأ الحديث عن الجيل السادس (6G)؟
الجيل السادس ما يزال تقنية مستقبلية، لكننا نضع أساساته اليوم عبر نشر الجيل الخامس المتقدم (5G Advanced).
الجيل الخامس المستقل (Standalone 5G) هو الذي سيُهيئ الشبكات لتبني قدرات الجيل السادس لاحقاً. كل دولة تحتاج إلى نشر هذا النوع من الشبكات المستقلة حتى تتمكن من استكشاف قدراتها الصناعية والرقمية بشكل كامل، وعندها ستكون جاهزة للانتقال إلى عالم الجيل السادس الذي يتميز بطبيعته “الحسّية”.

 

الأمان والاستدامة في قلب تصميم الجيل الخامس

مع توسع قدرات الشبكات وربطها بالمؤسسات والصناعات، ما أبرز التحديات الأمنية؟ وكيف تضمن التقنية الجديدة الاستدامة وكفاءة الطاقة؟
الأمن السيبراني أصبح أولوية قصوى، ولهذا تم تصميم الجيل الخامس بأمان مدمج في بنيته الأساسية. هناك بروتوكولات حماية متقدمة تحافظ على أمان الشبكات من الهجمات السيبرانية.
أما من ناحية الاستدامة، فقد صُمم الجيل الخامس ليكون أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بعشر مرات مقارنة بالجيل الرابع. ومع الجيل الخامس المستقل، يقل استهلاك الطاقة بشكل أكبر لأن النظام يعمل على تقنية واحدة فقط، وهو ما ينعكس حتى على عمر بطارية الهاتف.

الذكاء الاصطناعي.. المحرك الخفي للشبكات الذكية

ما الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في مستقبل شبكات الاتصالات؟
الذكاء الاصطناعي (AI) هو القوة المحركة للشبكات الحديثة. فهو يساعد المشغلين على أتمتة العمليات وتحسين الأداء بشكل مستمر.
من خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن توفير التقنية المناسبة في الوقت المناسب، ما يضمن تجربة مستخدم متفوقة وكفاءة تشغيلية أعلى. باختصار، هو المفتاح لبناء شبكات أكثر ذكاءً واستجابة لاحتياجات المستخدمين.

 

مصر على أعتاب عصر جديد من الاتصالات

كيف ترون مستقبل الاتصالات في مصر خلال السنوات القادمة؟

أعتقد أن مصر تقف على أعتاب مرحلة جديدة من التحول الرقمي. فمع إطلاق الجيل الخامس المتقدم، تبدأ رحلة نحو شبكات أكثر ذكاءً وأماناً واستدامة، وصولاً إلى الجيل السادس الذي سيعيد تعريف مفهوم الاتصال والتفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا.

 

سجل في قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار

 

تابعونا أيضا على بوابة التكنولوجيا وأخبارها في الإمارات